بلدي نيوز - (حسام محمد)
نجحت إيران في ظل التوافق الدولي على تقاسم الثروات والغنائم الباطنية السورية بذريعة الإرهاب ومكافحته، أن تجتزئ لنفسها الكثير من الغنائم التي وزعها الأسد شرقاً وغرباً مقابل بقائه في سدة الحكم.
لقاءات إيرانية مكثفة مع ممثلي الأسد في قلب دمشق، وتصريحات نارية من قواعدها في طهران، لتبدو اللقاءات الإيرانية في دمشق على أنها جلسات دفع للإتاوات مقابل التصريحات المنطلقة من طهران.
ففي دمشق التقى أول أمس الأحد، سفير إيران في سوريا "جواد ترك أبادي" وزير مالية الأسد "مأمون حمدان"، بهدف شرعنة الاحتلال الاقتصادي الإيراني في سوريا، ورفع مستوى تغلغل الاحتلال الاقتصادي للثروات السورية من قبل الإيرانيين.
كما دعا وزير الأسد كافة رجال الأعمال الإيرانيين إلى التوجه إلى سوريا للاستثمار فيها، وأكد مسؤول الأسد بأنهم يعولون كثيراً على الشركات الإيرانية وتجار طهران في سوريا.
وأكد وزير مالية الأسد بأن النظام سيعمل على ما أسماه "تحديث القوانين" المختصة باستثمار رجال الأعمال الإيرانيين في سوريا، وتبسيط وتسريع الإجراءات أمام أي معوقات قد تقف أمامهم استثماراتهم، وخاصة في المجالات الصناعية والتجارية.
وفي العاصمة الإيرانية طهران، أعلن رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني "علاء الدين بروجردي" أن إيران ستواصل الدعم العسكري لنظام الأسد حتى القضاء على ما سماه "الإرهاب" في سوريا.
بدوره، قال الناطق باسم تجمع "أحرار حوران" في جنوب سوريا "أبو محمود الحوراني" لبلدي نيوز: "نظام الأسد يعمل على دفع إتاوات من الخزينة السورية لإيران مقابل تقديم الأخيرة الحماية له ولنظامه، وطبعا هذا الأمر ليست بغريب بعد خسارة عدد كبير من عناصر النظام إثر المواجهات العسكرية مع فصائل الثوار".
وأضاف "الأسد لجأ إلى دفع الإتاوات لجلب مرتزقة كي يغطوا النقص الواضح بالعناصر على معظم الجبهات في سوريا، وشهدنا في الآونة الأخير من يدير المعارك على الأرض هم عناصر ليسوا بسوريين".
أما المحلل السياسي والعسكري "محمد خير العطار" فقال لبلدي نيوز: "إيران تسعى جاهدة لتثبيت بعض المواقع لها عبر البوابة الاقتصادية، وخطواتها الحالية المتسارعة تأتي في ظل تسارع عجلة التقاسم الدولي للثروات النفطية والغازية في سوريا ما بين الروس والأمريكان".
ورأى المحلل العسكري، بأن إيران شعرت بضعف كبير في الميدان السوري، بعد تقليمها نسبياً من قبل الروس، مما جعلها تلهث وراء الأسد، كونه يتنازل لها عن مصالح سورية دون أي قيد أو شرط.