بلدي نيوز – (منى علي)
قال وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، إن مصير رأس النظام السوري بشار الأسد في يد موسكو.
وقالت مصادر لـ"فورين بوليسي" إن تيلرسون قال أيضا للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، خلال اجتماعهم الأخير، إن مهمة الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا تقتصر على مواجهة تنظيم "الدولة".
وأشار تيلرسون إلى أن العمليات العسكرية الأخيرة التي قامت بها القوات الأمريكية في سوريا كانت تهدف إلى تحقيق أهداف تكتيكية على رأسها منع استخدام الأسلحة الكيميائية وحماية الجيش الأمريكي.
ورفض متحدث باسم الخارجية الروسية، لم يذكر اسمه، التعليق على مضمون تلك المحادثات الخاصة، مؤكدا دعم العملية السياسية التي تحدد مستقبل سوريا.
ولفتت "فورين بوليسي" إلى أن المعلومات حول التغيرات المحتملة في موقف الولايات المتحدة في سوريا ظهرت قبل أيام قليلة من اجتماع بوتين وترامب على هامش قمة العشرين.
إلا أن ذلك التقدير لا يبدو دقيقاً، حيث إن إدارة ترامب لم تتبنَ موقفاً صريحاً من عدم شرعية الأسد، ولم تطالبه بالتنحي كما فعلت إدارة سلفه أوباما دون أن تتدخل لتنفيذ تهديداتها التي أطلقتها مراراً، وخاصة بعد المذبحة الكيماوية التي ارتكبها نظام الأسد عام 2013 في غوطة دمشق وأودت وقتها بحياة ما لا يقل عن 1400 مدني.
إدارة ترامب كانت واضحة منذ البداية بخصوص مصير الأسد، إذ ركز ترامب على محاربة "التنظيمات الإرهابية" في سوريا، ليؤكد الجيش الأمريكي ووزارة الدفاع مؤخراً، أن واشنطن لا تريد "محاربة" قوات النظام أو الاشتباك معها، وذلك بعد اضطرار الجيش الأمريكي لإسقاط طائرة مقاتلة لقوات الأسد في الرقة الشهر الفائت، وكذلك بعد شن هجمات على أرتال للنظام وحلفائه في البادية الشامية لمنع تقدمها باتجاه "التنف" حيث تقيم الولايات المتحدة قواعد عسكرية.
كما أن ترامب بدا منسجماً مع تصريحات ومبادرة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي يُعدُّ "طبخة" سياسية للحل في سوريا، ليس من ضمن بنودها إزاحة مجرم الحرب بشار الأسد، بل نزع القدر الأكبر من صلاحياته وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة.
وبذلك يكون مصير بشار الأسد بيد روسيا منذ نحو عامين على الأقل، حين تخلت معظم الدول عن المطالبة بتنحيه إعلاميا مقابل انشغالها بإطلاق التصريحات النارية ضد تنظيم "الدولة" الذي أنتجه نظام الأسد وطهران، والانخراط في تحالف دولي لمحاربة التنظيم فقط.
ويقول محللون إن ما قد يجبر روسيا على الإطاحة بالأسد بعد إتمام مخططاتها في سوريا، هو إرث الدم الثقيل الذي يستحيل الدفاع عنه، كما أن الحليف التركي القوي سوف يركز على هذه المسألة، ويستبعدون أن تضحي روسيا مجدداً بعلاقاتها الاستراتيجية المتنامية مع أنقرة مقابل مجرم حرب لم يعد نافعاً، حيث ترتبط الدولتان بحلف قوي على الصعد الاقتصادية والعسكرية، وستمارس أنقرة الدور نفسه مع إيران التي يمكن أن تتمسك أيضاً بالأسد حتى آخر رمق، ولكنها ستضحي به أخيراً في صفقة ثلاثية (تركية روسية إيرانية)، حيث يبدو هؤلاء الثلاثة ممسكين الآن بشكل شبه كامل بالملف السوري، ولا يمكن إيجاد مخرج إلا بالتوافق بينهم، ولن يكون التوافق ممكناً بوجود الأسد الذي انتهى دوره إلا كناطق باسم الاحتلالين الروسي والإيراني في سوريا، وربما يكون السماح له بوضع صورته على الورقة النقدية من فئة ألفي ليرة التي أصدرها أمس الأحد، هي "التكريم" الأخير له قبل الإطاحة به أو إحالته إلى تقاعد ليس مبكراً، فقد قتل وشرد نصف سكان بلده على الأقل.