بلدي نيوز – دمشق (مالك الحرك)
تتعرض الغوطة الشرقية بريف دمشق منذ نحو أربعة أعوام لحصار خانق من قبل قوات النظام، مغلقة المعابر من وإلى الغوطة بشكل تام وتمنع دخول أي شيء، ومن أهم سبل العيش والمواد الأساسية لاستمرار الحياة اليومية النفط من (بنزين – مازوت – غاز) فقد وصل سعر لتر البنزين الواحد لـ 3000 ل.ٍس ولتر المازوت لـ 2500 ل.ٍس وجرة الغاز لـ 70000 ل.س.
هذا الغلاء والنقص الكبير في هذه المواد دفع أهالي الغوطة الشرقية لابتكار بديل، فقد استطاعوا استخراج المازوت والبنزين والغاز من مادة البلاستيك، ما ساعد بشكل كبير على توفير المازوت والبنزين والغاز في الأسواق بعد ندرتها في بعض الأحيان وغلائها إن وجدت، ما ساهم بالتخفيف من معاناة الأهالي لتامين باقي حاجياتهم اليومية.
وقال "محمد زرزور" صاحب ورشة لاستخراج النفط من البلاستيك في حديث لبلدي نيوز، إن الدافع الأول لهذه العمل هو الحصار المطبق من قبل قوات النظام والذي تسبب بفقد أو ندرة المحروقات، ما عطل الحياة اليومية للأهالي بنسبة 70% في الغوطة.
وضرب "زرزور" مثلاً بصمود الغوطة بأراضيها الزراعية وخصوبتها وأشجارها، الذي أعان الأهالي على الصمود في وجه شبح الجوع، "فإن لم نوفر مادة المازوت للفلاح لسقاية أرضه فكيف نحصد؟، كان هذا الدافع الأول للعمل على استخراج النفط" .
وأضاف "زرزور" أن طريقة استخراج النفط من البلاستيك طريقة مقعدة وشاقة، بعد جمع البلاستيك وطحنه على شكل حبيبات، حيث يوضع البلاستيك داخل وعاء حديدي ويغلق بشكل محكم ثم يعرض للنار بدرجة عالية ليذوب البلاستيك، ثم يمدد أنابيب من الوعاء الحديدي المغلق إلى مسافة خمسة أمتار تكون الأنابيب معرضة للمياه لتحويل البخار الذي يخرج من الوعاء الحديدي لسائل، يخرج النصف الأول من كمية البلاستيك المذاب بنزين ويخرج النصف الآخر مازوت والبخار الذي لا يتحول لسائل يضغط من الأنابيب إلى مولد ضغط هواء ثم إلى جرات الغاز.
"حسان الطباش" وهو عامل في ورشة "زرزور"، أشار إلى مخاطر استخراج النفط من البلاستيك على المدى القريب والبعيد، الصحي منه واللوجستي، "ففي مراحل استخراج النفط نستخدم لتحقيق درجة الحرارة المطلوبة إحراق دواليب أو أقمشة، ينتج عنها دخان أسود، ومع استمرار استنشاقه يسبب أمراض مزمنة وخطيرة قد تعرض صاحبها للموت أحياناً، ناهيك على تلوث البيئة بشكل عام والأراضي الزراعية داخل الغوطة"، أما عن الأضرار والمخاطر اللوجستية، فإن البنزين والمازوت البلاستيكي كما يسمى في الغوطة، يعرض محركات السيارات والمولدات الكهربائية والمائية، لأضرار كبيرة، بسبب لزوجته حيث يسبب أعطالاً مستمرة في بخاخات المحركات ويسبب انصهار المواد الصلبة التي يمسها مع تكرار الاستعمال.