بلدي نيوز- دمشق (حسام محمد)
عادت المواجهات العنيفة إلى حي القابون في العاصمة السورية دمشق، عقب ساعات من التهدئة تخللها طرح نظام الأسد ملف التهجير على ثوار الحي نحو الشمال السوري أو الغوطة الشرقية وتسوية من يرغب في البقاء مع نظام الأسد.
لتنفذ قوات النظام والميليشيات الموالية لها، هجوماً عنيفاً على الحي بواسطة عدد من المدرعات والعناصر، إلا إن فصائل الثوار في الحي تمكنت من صد الهجوم الذي بدأ مع لحظة انتهاء المهلة التي أعطاها النظام لثوار الحي.
مصادر ميدانية خاصة من حي القابون، أكدت لـ "بلدي نيوز" عقد الفصائل الثورية في الحي مع المؤسسات المدنية جلسات تشاور حول البنود التي قدمها النظام، فيما لم يتم حتى الساعة إقرار أي من تلك البنود.
وقالت المصادر "إن ما عرضه النظام السوري حول تهجير الثوار من الحي نحو الشمال السوري أو الغوطة الشرقية، يأتي في ظل ظروف معقدة وبالغة الصعوبة، خاصة بأنها تأتي في ظل تهجير مقاتلي حي برزة نحو الشمال السوري، وكذلك توجيه روسيا والميليشيات الموالية لها وقوات النظام غالبية أعمالهم نحو حي القابون فقط، مما يعني ضغطاً عسكرياً كبيراً".
حي القابون الذي لا يزال يؤوي 250 عائلة من أبنائه، تعرضت أحياؤه السكنية إلى نسبة دمار كبيرة، لتعيد للذاكرة الدمار الذي ارتكبه الأسد في مدينة درايا بغوطة دمشق الغربية.
ومن الظروف التي زادت الأمور تعقيداً على المشهد المؤلم في الحي، سحب جيش الإسلام مجموعاته التي كانت ترابط على جبهات الحي نحو داخل الغوطة الشرقية، وكذلك فعلت "هيئة تحرير الشام"، فيما امتنع فيلق الرحمن عن إرسال مؤازرات إليه لتعزيز صمود المجموعات التابعة له والثوار من المدنيين الذي اتجهوا لحمل السلاح دفاعاً عن منازلهم.
ورأت المصادر بأن الاقتتال الحاصل في الغوطة الشرقية كان عاملاً ضاغطاً على ثوار الحي، من خلال تفريغ الجبهات، وأكدت المصادر بأن تفريغ الحي الذي يعتبر الرئة والمتنفس للغوطة الشرقية يعني بالمطلق بأن الغوطة الشرقية هي المستهدفة، من خلال قطع شريان الحياة عنها، والبدء بحرب اقتصادية شاملة ضد أكثر من 300 ألف مدني فيها.
وقالت المصادر الخاصة "ما تم طبخه في أستانا4 يبدو بأنه كمين محكم لثوار الغوطة الشرقية، التي وضعت ضمن مناطق خفض الصراع، ولكن الروس والإيرانيين أبعدوا حي القابون عن الاتفاق، لكي يتم محاربة الغوطة عبر بوابة الحي".
سقوط الحي بيد النظام السوري عسكرياً أو سياسياً عبر التهجير، يعني أن الغوطة الشرقية دخلت الموت السريري، وضاقت حولها السبل، حيث ورغم أن الغوطة ذات مساحة كبيرة جغرافياً ولكنها محاصرة بالكامل، والمتنفس الوحيد لها هو حي القابون.
وزادت المصادر، بأن روسيا وإيران والأسد يريدون وضع يدهم على أنفاق حي القابون، مما يعني أن الأسعار التي تخص المواد الغذائية ستتضاعف عشر مرات على أقل تقدير، مما يعني محاربة الغوطة بسلاح الجوع والفقر، وبالتالي تطبيق سيناريو داريا والمعضمية عليها.