بلدي نيوز – (أحمد رحال)
تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورة لأحد مقاتلي الثوار بريف حماة، تحدثت بها عن عودته لأهله بعد إصابته بأكثر من ثلاثة أيام وفقدان الاتصال معه خلال الاشتباكات مع قوات النظام بريف حماة الشمالي، ظناً باستشهاده، ليفاجىء الجميع بعودته في مشهد مؤثر وقصة نجاة من الموت والأسر تتميز بصبر المقاتل وإصراره.
بلدي نيوز التقت المقاتل "أبو عزام الكياري"، 20 عاماً، من ريف إدلب الشرقي في إحدى مراكز الاستشفاء بريف إدلب، ليروي قصته التي أخذت رواجاً واسعاً، حيث بدأ حديثه بالقول: "ما إن بدأت معركة تحرير حماة من قوات النظام والميليشيات الإيرانية التحقت مباشرة بصفوف الثوار للمشاركة بالمعركة، وكانت نيتي تحرير مطار حماة العسكري، الذي تنطلق منه الطائرات الحربية التي تقصف وتقتل وترتكب المجازر بحق المدنيين والنساء والأطفال الأبرياء في المناطق المحررة، في حين أن أمنيتي الأكبر هي الوصول إلى ريف حمص وفك الحصار عن الثوار والنساء والأطفال هناك".
ويتابع "الكياري": "بدأنا المعركة وحررنا مناطق واسعة بريف حماة، وكانت المعارك كرأً وفراً، تارة تتقدم قوات النظام وتارة نعيد الكرّة ونتقدم نحن، وبعدما وصلنا إلى حاجز المطاحن بدأ النظام يحشد ويمهد بالأسلحة الثقيلة ومئات الغارات الجوية لاستعادتها، وفي هذه اللحظات تم رصد موقعي من قبل قوات النظام وتم استهدافي بقذيفة دبابة، وهذا ما تسبب بإصابتي في قدمي وقطعها من تحت الركبة، إضافة لإصابات أخرى في جسدي خفيفة، وفي هذه الأثناء، لم يتبق في المنطقة إلّا أنا بعد أن تراجع رفاقي باتجاه مدينة طيبة الإمام".
واستطرد: "كانت إصابتي مساء يوم الجمعة، وكنت في نقطة لا تبعد عن قوات النظام سوى أمتار، وهنا بدأت رحلتي الشّاقة والتي استمرت حتى يوم الثلاثاء أي ثلاثة أيام ونصف زحفاً إلى أن وصلت إلى أول نقاط الثوار بالقرب من طيبة الإمام، والتي بلغت أكثر من 5 كم حسب ما أبلغني رفاقي بعد أن وصلت".
ونوّه "الكياري" إلى أنّ الكثير يستغرب بقاءه على قيد الحياة طيلة هذه المدّة، والسبب هو أنّ الشظية التي بترت قدمه كانت قد كوت العروق والأعصاب وهذا ما ساعد في وقف نزيف الدم، إضافةً لأنه كان يقتات على أكل الحشائش من الأرض والخبز اليابس ومياه الأمطار، وهذا ما ساعده على المقاومة إلى أن وصل لمنطقة الثوار.
وذكر الكياري أن أهله أقاموا دار عزاء ظنّاً منهم أنه قد استشهد في المعركة، ووصل الكياري إليهم في ثالث أيام العزاء ليتم نقله إلى المستشفى وإجراء العمليات المناسبة لقدمه، وهو الآن في إحدى مراكز الاستشفاء يتابع علاجه وبعد أيام سيخضع لعملية جراحية أخرى لقدمه حسب ما ذكر لنا الطبيب المشرف على علاجه.