بلدي نيوز – (متابعات)
اشتهر الزعيم النازي أدولف هتلر بعمليات القتل الجماعية لملايين البشر خلال الحرب العالمية الثانية، لكن اللغز الغامض الذي تركه يعود لرفضه استخدام غاز السارين ضد خصومه العسكريين.
لا يرجع السبب وراء ذلك في أن هتلر كان أقل شراً من رأس النظام بشار الأسد، رغم التصريح الجريء الذي أدلى به السكرتير الصحفي للبيت الأبيض الثلاثاء 12 نيسان/ أبريل 2017، بأن "شخصاً بوضاعة هتلر" لم يستخدم الأسلحة الكيماوية بنفس أسلوب استخدام الأسد لها، بحسب ما ذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية.
واستشهد 91 مدنيا، وأصيب نحو 400 غالبيتهم من الأطفال باختناق، في هجوم بالأسلحة الكيميائية شنته طائرات النظام، الأسبوع الماضي، على بلدة "خان شيخون" بريف إدلب، وسط إدانات دولية واسعة.
ويعتبر هذا الهجوم الأكثر دموية من نوعه، منذ أن أدى هجوم لقوات النظام بغاز السارين إلى مقتل أكثر من 1450 مدنيا بالغوطة الشرقية في آب/أغسطس 2013.
ولم يكن السبب في عدم استخدام هتلر للسارين، لأنه لم يمتلكه، فقد توصل أحد العلماء الألمان إلى غاز الأعصاب خلال إحدى التجارب التي كان يجريها على بعض المركبات الكيماوية في محاولة لقتل الخنافس، وقام الجيش الألماني بإنشاء مصنع لغاز السارين عام 1943، وطلب الضباط من هتلر استخدامه. ولكنه لم يفعل، حسب موقع "هافينغتون بوست عربي.
وحسب تخمينات المؤرخين وعلماء النفس على مدار السنين في أن هتلر ربما لم يستخدم غاز السارين لأنه كان قد تعرض شخصياً لاعتداء بغاز الخردل عام 1918 خلال الحرب العالمية الأولى وكان يعلم جيداً المآسي التي تسببها مثل هذه الأسلحة.
وذكر أيان كيرشو في كتابه حول السيرة الذاتية لهتلر الذي واجه انتقادات لاذعة، "تعرّض هتلر والعديد من رفاقه خلال الانسحاب من مخبأهم أثناء أحد الاعتداءات للعمى الجزئي جراء التعرض لغاز الخردل ولم يتمكنوا من النجاة بحياتهم إلا بعد أن تشبثوا ببعضهم البعض وتبعوا أحد رفاقهم الذي كانت إصابته أقل حدة".
ووصف هتلر ما أصابه من عمى في سيرته الذاتية التي كتبها عام 1925.
وذكر هتلر في كتابه "في بداية الصباح، بدأت أشعر بالألم أيضاً، وتزايد الألم مع مرور الوقت. وبحلول السابعة صباحاً، كانت عيناي تؤلماني بشدة... وبعد بضع ساعات، أصبحت عيناي كالفحم المتوهج وأصبح الظلام يحيط بي من كل مكان".
وتم اصطحاب هتلر إلى المستشفى، حيث تعافى في النهاية وعلم بهزيمة ألمانيا. والعالم بأسره يعرف ما حدث بعد ذلك.
ومع ذلك، لا يكاد يوجد أي أدلة تاريخية توحي باعتراض هتلر على استخدام غاز السارين جراء تجربته في التعرض لغاز الخردل.
ورغم ذلك، فهناك ثروة من السجلات التاريخية حول العدو الرئيسي لهتلر في الحرب العالمية الثانية، وهو ونستون تشرشل، فقد تبنى تشيرشل استخدام الأسلحة الكيماوية خلال الحرب العالمية الأولى.
وكتب رئيس الوزراء لاحقا في إحدى مذكراته عام 1919 "لا أتفهم تلك الحساسية المفرطة حول استخدام الغاز، ليس من الضروري أن يتم استخدام أكثر الغازات فتكاً، فالغازات يمكن استخدامها لإثارة الرعب والفزع دون ترك أي آثار جسيمة على معظم المتعرضين لها".
فإذا كان هتلر قد استخدم غاز السارين بالمعركة، فمن الأرجح أن يكون تشرشل قد انتقم منه باستخدام أسلحته الكيماوية أيضاً.
الحرب كالشطرنج، وكان على هتلر أن يضحي بالكثير من قطع الشطرنج التي لا يستطيع أن يخسرها، ولكنه لم يتخذ تلك الخطوة.