سوريا أمام قنبلة موقوتة من الإشعاع والسموم والتلوث - It's Over 9000!

سوريا أمام قنبلة موقوتة من الإشعاع والسموم والتلوث

ميدل إيستآي – (ترجمة بلدي نيوز)

يحذر خبراء في الصحة من أن سوريا تواجه كوارث صحية ستستمر على مدى عقود بسبب غبار الأنقاض السامة، والتلوث نتيجة استعمال الأسلحة المختلفة واليورانيوم المنضب الذي استخدمه التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في قصفه لتنظيم "الدولة".

وكانت الإدارة الأمريكية قد اعترفت مؤخراً باستخدام قذائف خارقة للدروع مصنوعة من اليورانيوم المنضب في حربها ضد التنظيم وبأنها لم تضرب فقط الأهداف العسكرية فحسب، بل أيضاً أهدافاً مدنية مثل شاحنات النفط، على الرغم من تعهدها بعدم القيام بذلك.

وفي الوقت نفسه، يقول خبراء الصحة والبيئة أن الركام والغبار الناتج عن سنوات من القصف والقتال في المناطق المدنية يمكن أن يكون له تأثيرات صحية ضخمة، فالجسيمات الدقيقة التي تعبق في الغلاف الجوي ستسبب أمراض عديدة في الجهاز التنفسي، إضافة إلى التلوث الناجم عن تفجير البنية التحتية للمنشآت النفطية.

وقالت المنظمة الهولندية للسلام PAX إن اليورانيوم المنضب هو من المواد السامة والمشعة، واستخدامه يؤدي لمشاكل صحية مماثلة لتلك التي حدثت في العراق بين 1991 و 2003.

فمدن مثل الفلوجة شهدت طفرات هائلة في أمراض السرطان والتشوهات بين المواليد الجدد بعد الاستخدام الواسع النطاق لأسلحة اليورانيوم المنضب من قبل قوات الولايات المتحدة وحلفائها.

ويقول ويم زوينبرغ من منظمة PAX بعد زيارة قام بها مؤخراً إلى منطقة "القيارة" المنتجة للنفط في سوريا بأن المدنيين السوريين قد أعربوا عن خوفهم من احتمال التعرض لليورانيوم المنضب، نظراً لكونها مواد سامة ومشعة كما كان الحال في العراق .

وأضاف: "ليس هناك من دولة تقبل في أي وقت مضى التعرض لليورانيوم المنضب في زمن السلم، وبالتالي يتم تنظيم استخدامه بشكل كبير، ونحن نستغرب تجاهل هذه القوانين في الصراع السوري".

وأردف: "إن خطر التعرض للتسمم من اليورانيوم يضاف إليه أزمات التلوث الأخرى الناجمة عن تدمير آبار النفط التي استولى عليها تنظيم الدولة، فلقد تنبأنا بوقوع كارثة بسبب الدخان المنبعث عن عمليات تكرير النفط والغازات السامّة والقطران".

ووفقاً لزوينبرغ، ما زالت هناك سبعة آبار مشتعلة، ولكن من المتوقع أن تخمد في غضون شهرين، ومع ذلك، لا تزال هناك مخاوف كبيرة من المنظمات الإنسانية على الآثار الصحية الناجمة عن الحرائق.

وتشكل آلاف مصافي النفط المؤقتة في سوريا، مخاطر بيئية وصحية للمجتمعات المجاورة بسبب التهديدات الصحية الفورية الناتجة عن الدخان، وإفراز مواد سامة مثل ثاني أكسيد الكربون وأول أكسيد الكربون والرصاص والنيتروجين.

وأضاف: "هناك تأثير طويل الأجل على التربة والمياه الجوفية ويتعين معالجتها وهناك حاجة إلى تنظيف ومعالجة المواقع للحيلولة دون تعرض المدنيين للمواد الخطرة نتيجة للتلوث التدريجي للدخان والنفط".

ويقول ريتشارد سوليفان، من مجموعة أبحاث الصراع والصحة في كينجز كوليدج في لندن، أن سوريا تعاني بالفعل من "تأثير هائل" للمواد الكيميائية السامة التي ألقيت في الهواء لمدة خمس سنوات من الحرب.

ووفقاً لزوينبرغ، ما يقدر بنحو 60 % من المباني في سوريا قد تضرر بشدة أو دمر منذ عام 2011، وقد أطلق ذلك المواد السامة من تحت الأنقاض بما في ذلك الأسبستوس والمعادن الثقيلة المسببة للسرطان.

ويقول الباحث أندي جاريتي: "عندما تقصف المباني فإن موجات الضغط الناتجة عن الانفجارات، تولد كميات كبيرة من الغبار- والتعرض لمثل هذا الغبار له تأثيرات فيزيائية وكيميائية على الصحة، كما أنه يحتوي على خليط من مواد البناء المشتركة، مثل الإسمنت والمعادن ومركبات ثنائي الفينيل، والسليكا، والأسبستوس والألياف الصناعية الأخرى، كما أن الأجهزة الكهربائية الشائعة في المباني هي أيضاً مصادر ملوثات محتملة".

وآثار التعرض للأنقاض تختلف من تهيج فوري للعيون والأنف والحلق والجلد، وأمراض الرئة والسرطان.

وختمت إيميليا الستروم، وهي خبيرة في الكوارث البيئية لدى الأمم المتحدة: "إن الاستجابات الإنسانية الفورية للحرب غالباً ما تركز على التهديدات على المدى القصير، في حين أن المضاعفات البيئية والصحية للحرب في كثير من الأحيان يتم تجاهلها".

مقالات ذات صلة

إسماعيل بقائي "نؤكد أهمية الجهود المشتركة في ضمان أمن واستقرار المنطقة"

إجراءات جديدة تتخذها العناصر الإيرانية تتعلق بالاتصالات في البو كمال

الفرقة الرابعة الموالية لإيران تستولي على مناطق في بادية دير الزور وتدمر

الكتيبة النسائية التابعة لإيران في دير الزور وشبح الاغتيالات

شبكة محلية تكشف وصول قياديين إلى سوريا، ما جنسيتهم، وما مهمتهم؟

السجن لشخص هرّب فسيفساء من سوريا إلى الولايات المتحدة