بلدي نيوز - دمشق (خاص)
انتشرت في مدن وبلدات الغوطة الشرقية في ريف دمشق، مجموعة من الأوبئة والأمراض، التي تسببت بها ظروف الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام والميليشيات الطائفية، وتجاوزت الأوبئة الغوطة الشرقية ووصلت إلى مدينة دمشق الخاضعة بشكل شبه كلي لسيطرة النظام.
وحول الأسباب التي أدت إلى تفشي الأوبئة في دمشق وريفها، قال الطبيب محمد القابوني العامل في مدينة دوما ،إن "منع قوات النظام من دخول قوافل الأمم المتحدة الإنسانية التي تحمل الغذاء والدواء إلى المناطق المحاصرة، أدى إلى تفشي الأمراض بين الأطفال قبل الكبار لنقص مناعتهم وندرة اللقاحات والأدوية النوعية".
وأشار "القابوني" في حديثه لبلدي نيوز، إلى انتشار مرض الحصبة الذي يعتبر من الأمراض الفيروسية شديدة العدوى وتنتقل من شخص لآخر عن طريق العطاس والسعال والتماس المباشر مع الشخص المريض، فضلا عن انتشار حبة حلب والتهابات فيروسية أخرى".
أما عن انتشار الأمراض في العاصمة دمشق، فقال الطبيب إن معظم الأمراض الموجودة في الغوطة المحاصرة هي معدية، وقام بعض الأهالي بإخراج أطفالهم إلى مشافي مدينة دمشق لتلقي العلاج، عبر الأنفاق والمعابر الغير رسمية، ولعل ذلك سبب بنقل العدوى وانتشارها".
وأوضح أن لحالة الطقس في الغوطة الشرقية الدور الأبرز في نقل الأمراض إلى المناطق الخاضعة للنظام في دمشق، حيث أن المنطقة المحررة تتعرض بشكل مستمر لقصف بأسلحة محرمة دولية، وخاصة على أطراف الغوطة المحاذية لدمشق، وجبهات حي جوبر الدمشقي.
بدوره، قال الناشط الإعلامي "أبو الحسن" من محاصري الغوطة في اتصال هاتفي مع بلدي نيوز "ظهرت في الغوطة الشرقية وبعد سنوات الحصار مجموعة من الأوبئة والأمراض، نتيجة مخلفات الحصار من استخدام الوقود المستخرج من القمامة البلاستيكية، ومن دخان الحطب المتصاعد ليلا نهارا، والمستخدم كوقود للطبخ والمدافئ بعد غياب مادتي المازوت والبنزين وغلاء أسعارهما بسبب الحصار، وكذلك نقص الدواء والغذاء والوقاية وغياب اللقاحات الدورية".
وناشد "أبو الحسن" منظمة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية والصليب والهلال الأحمر الدوليين، من أجل "الضغط على النظام، والسماح بإدخال اللقاحات التي تهدد الأطفال بشكل رئيسي"، قائلا "بالرغم أننا نعيش تفاصيل معاناة العصر الحجري في القرن الواحد والعشرين، ونعتمد بالدواء على أعشاب الطب العربي النادرة أصلا، لعدم وجود الأطباء المختصين والأدوية اللازمة، ولكن لا يمكن لنا أن نستوعب موت أطفالنا بهذه البساطة بسبب تعامي العالم عن معاناتهم، وندرة أبسط الحقوق وهي اللقاحات".