حي الوعر.. درب الآلام الطويل - It's Over 9000!

حي الوعر.. درب الآلام الطويل

بلدي نيوز – حمص (أسامة أبو زيد)
تفرض قوات النظام على حي الوعر آخر أحياء المعارضة السورية بمدينة حمص، حصاراً خانقاً منذ ما يزيد عن ثلاث سنوات، إذ شهد الحي خلال هذه السنوات بعض الانفراجات الجزئية سواء عن طريق هدنٍ دولية أو مناورات للجنة التفاوض داخل الحي، تم من خلالها إدخال قوافل مساعدات إنسانية من الأمم المتحدة أو من الصليب الأحمر أو فتح طريق لدخول المواد الغذائية للحي.
لكن النظام وخلال الثلاث سنوات الماضية لم يسمح بإدخال المواد الطبية إلى الحي، وكان يمنع دخولها عند فتح الطريق أو يقوم بسحبها من قوافل المساعدات الإنسانية الأممية التي كانت تتوجه للحي.
الأمم المتحدة تعجز عن إدخال المواد الطبية
تقوم الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر بإدخال قوافل المساعدات لداخل حي الوعر، إلا أن قوات نظام الأسد، ورغم حصول هذه المنظمات على الموافقات الأمنية اللازمة لدخولهم الحي تمنع دخول المواد الطبية وتقوم بسحبها من السيارات حتى وإن وصلت إلى حاجز النظام الأخير قبل دخول الحي.
إضافة إلى أن الموافقات الأمنية التي كانت تعطى للأمم المتحدة كانت لا تشمل سوى على 30% من المحتويات الحقيقية للقافلة الإنسانية، فالنظام يمنع إدخال كل ما يمكن أن يساعد الناس داخل الحي على مقاومة صعوبة الحياة ويحرمهم من الكثير من الحاجات الإنسانية الرئيسية في حياتهم القاسية.
أصحاب الأمراض المزمنة بدون أطباء
إلا أن قوات النظام تقوم بالسماح بدخول بعض أدوية الأمراض المزمنة للمرضى الموجودين داخل الحي كمرضى السكري والقلبية والسرطان ولكن بكميات قليلة وصلاحيات محدودة جداً، يضاف إلى ذلك أن أصحاب هذه الأمراض يعتمدون في علاجهم على الأطباء الموجودين داخل الحي فلا يوجد داخل الحي أطباء مختصون بالقلبية أو البولية أو العصبية أو حتى الأمراض الخبيثة.
الطبيب "أبو المجد" تحدث لبلدي نيوز منوهاً عن عدد مرضى الأمراض المزمنة الكبير داخل الحي، إذ وصل عددهم لنحو 3500 مريضا بينهم 45 حالة سرطان و25 مريض كلى بحاجة للغسيل أسبوعياً.
كما أشار الطبيب إلى أن هؤلاء المرضى يعانون في تأمين أدويتهم أو حتى النزول من أجل مراجعة أطباء مختصين، بسبب منع النظام المدنيين من الدخول والخروج من وإلى الحي.
مصير الجرحى والمصابين
تقوم قوات النظام في كل فترة بحملة بربرية على المدنيين الموجودين داخل الحي المحاصر، فلا يستهدفون سوى أماكن تواجدهم بعيداً عن الجبهات وخطوط إطلاق النار، ويسقط عدد كبير من الجرحى والمصابين الذين يتم نقلهم إلى المشفى الميداني داخل الحي، ومنهم من يحتاج لعمليات يقوم بها أطباء مختصون.
وغالبا يكون الحل الوحيد لهذا المصاب بنقله لمشافي المدينة التي يشرف عليها النظام وينقل إلى حاجز النظام ودمه يسيل، فتمنع قوات النظام خروجه من الحي، ويتم التواصل مع لجان المفاوضات من طرف النظام ومع محافظ النظام ومع اللجان الدولية من الأمم المتحدة والصليب الأحمر والهلال الأحمر دون جدوى إلى أن تأتي الأوامر بعد ساعات لبعض هؤلاء المصابين بالنزول للمشافي ويكون قد تأزم وضعهم وساءت حالهم ومنهم من يفارق الحياة وهو ينتظر وصوله للمشفى.
أما عمن يتلقى العلاج الطبي داخل الحي نتيجة إصابته بشظايا القصف فالعديد منهم يكون مصيرهم البتر بسب العجز الكبير الذي قد أصاب القطاع الطبي داخل الحي المحاصر.
وقد تحدث أحد الأشخاص من داخل الحي لبلدي نيوز (رفض الإفصاح عن اسمه) "أن النظام وشبيحته مجموعة من المليشيات أصغر مجموعة تتصرف على هواها إذ أننا نأخذ الموافقة بإخراج المصابين من القيادات التي تحكم المنطقة فيقوم أصغر عنصر موجود على حاجز الحي بعدم الانصياع لتنفيذ الأوامر أو رفضها بتاتاً".
النقص الحاد في الأدوية والمعدات زاد الوضع سوءاً
تترافق كل هذه المعاناة الطبية مع النقص الحاد جداً في الأدوية والمعدات الطبية وأدوية التخدير غير متوفرة وكذلك أدوية العمليات ومعدات الجراحة، ولا يوجد في حي الوعر سوى غرفة عمليات واحدة مفعلة.
حتى أقسام الإسعاف فالمعاناة كبيرة فيها، حيث يتم استخدام (سرنك) واحد لأكثر من 25 مصاباً يترافق ذلك مع عدم توفر أكياس السيروم وأكياس الدم والأدوية الصحيحة لأي مصاب.
وقد وصلت المعاناة مؤخراً لتحويل ما تدخله الأمم المتحدة من بطانيات وشراشف لتصبح شاشاً وضماداً للجروح بعد تعقيمها حرارياً فقط.
نداءات الاستغاثة
يقوم من بقي من الأطباء داخل الحي بحمل عبء كبير قد أنهكهم، بسبب إجرام النظام الواضح واضطهاده للمدنيين الموجودين داخل الحي، وعمل النظام من أجل إحداث انهيار كبير في الوضع الطبي داخل الحي المحاصر.
وبعد الحملة الأخيرة التي يقوم بها النظام منذ بداية شهر شباط وحتى اليوم، قام الأطباء بتوجيه نداء استغاثة للمنظمات الأممية ولجان حقوق الإنسان واللجان الحقوقية، من أجل التدخل قبل وقوع الكارثة عسى أن يجدوا آذانا تسمعهم وتلبي نداءهم.
وقد وجه الأطباء قبل ذلك الكثير من النداءات التي تنادي الضمير الإنساني الحي في محاولات عديدة لكسر هذا الحصار الطبي عن الحي، والسماح لنيل كل مصاب حقه في العلاج والدواء، كما هو مشرّع في معايير الحروب الدولية، أو أن تقوم هذه المنظمات بتوجيه أصابع الاتهام بموضوعية ووضوح تام للمجرم الحقيقي "نظام الأسد" الذي يقتل الإنسانية يوماً بعد يوم أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، دون أن يحرك ساكناً فيتابع النظام بطشه ضد الشعب الذي بات وحيداً في هذا العالم.

مقالات ذات صلة

استهداف "باص مبيت" لقوات النظام بريف حمص

انسحاب ميليشيا الحزب اللبناني من احد مواقعها في ريف دمشق

ارتفاع حصيلة قتلى قوات النظام وميليشيات إيران بالغارات الإسرائيلية إلى 150

خالفت الرواية الرسمية.. صفحات موالية تنعى أكثر من 100 قتيل بالغارات الإسرائيلية على تدمر

حمص.. عشرات القتلى والجرحى بغارات إسرائيلية على مواقع ميليشيات إيران في تدمر

الخارجية الإيرانية: الزيارات إلى سوريا دليل على علاقاتنا الجيدة معها