رحلة يوسف.. من مقاعد الدراسة إلى صناعة "مكانس القش" - It's Over 9000!

رحلة يوسف.. من مقاعد الدراسة إلى صناعة "مكانس القش"

بلدي نيوز – حلب (محمد الراغب)
اضطر يوسف ذو الثلاثة عشر عاماً إلى ترك المدرسة قبل بلوغ الصف التاسع، من أجل العمل لمساعدة أهله، حاله كحال الآلاف من الأطفال والشباب ممن اضطرتهم ظروف الحرب والهجمة العنيفة على المناطق المحررة لترك مدارسهم والبحث عن عمل لتأمين قوت يومهم.
بلدي نيوز التقت الفتى يوسف، الذي تحدث عن معاناته بالقول "قبل الثورة اعتدت على التردد لحانوت عم لي يعمل فيه على صناعة مكانس القش، كنت أزوره كلما فرغت من دوامي في مدرستي، وأحاول الاطلاع على عمله وتعلم الصنعة، كما كنت أعمل معه طوال العطلة الصيفية بعد إغلاق المدارس، فاكتسبت بعض الخبرة في هذه الحرفة، وفي ذات الوقت أجمع ما أتقاضاه من أجر لسداد مصاريف دراستي".
وأضاف "بعد أن اندلعت الثورة السورية، تغيرت الأحوال في أمور كثيرة، بعد أن توقف والدي المعيل لأسرتنا عن العمل في مهنته في البناء، فبات في حاجة ماسة لمن يساعده في تأمين مسلتزمات المنزل، الأمر الذي اضطرني لترك مدرستي، والالتحاق بحانوت عمي لأعمل في صناعة مكانس القش، علني أقدم بعض العون لوالدي وعائلتي مما أتقاضاه من عملي".
وعن سبب اختياره هذه المهنة التراثية بالذات، يقول يوسف:" جاء اختياري لهذه المهنة، لأنها شدت انتباهي وحظيت بإعجابي كثيراً، كونها حرفة سهلة وتقدم عملاً متقناً، وهي مهنة جدي وأعمامي، وأطمح بعد حرماني من المدرسة لأن أكمل طريقي في هذه المهنة، وأتقنها بحيث أتمكن من صناعة مكنسة القش وحدي، دون الحاجة لمن يشرف على عملي".
ويمثل "يوسف" جانباً من معاناة الطفل السوري الذي حرم من أبسط حقوقه في التعلم والحياة، فواجه الموت على يد قوى غاشمة، والمعاناة مع التشرد والمشقة في مواجهة الحياة، التي أجبرت ذلك الطفل على أن يكون رجلاً يتحمل أعباء الحياة، ويكافح فيها ليكسب قوت عائلته.
وكانت منظمة اليونيسف الأممية لحماية حقوق الطفل قدمت إحصائية تتحدث عن حرمان أكثر من مليون طفل سوري من حقوقهم في التعلم، واضطرارهم لترك دراستهم إما لنزوحهم بسبب القتال، أو دمار أو إغلاق المدارس، كما تجبر نتائج الصراع الأخرى الأطفال على ترك دراستهم كفقدان الوالدين الذين قتلوا في الحرب، مما يضطر الأطفال للعمل لمساعدة أسرهم.

مقالات ذات صلة

زاخاروفا"موسكو تدعم سوريا وشعبها والحفاظ على استقلالها وسيادتها"

آخر تحديث.. "ردع العدوان" على بوابة حلب أهم المواقع التي سيطرت عليها

آخر التطورات.. المناطق التي سيطرت "ردع العدوان" في يومها الثالث

تجاوزت المئتين.. وسائل إعلام موالية تنشر اسماء قتلى النظام في "ردع العدوان"

نحو 20 قتيلا وعشرات الجرحى بقصف النظام وروسيا على شمال غرب سوريا

السويداء تعلن التضامن والتأييد لعملية "ردع العدوان" شمالي سوريا