بلدي نيوز - حمص (ميار حيدر)
أكد عدد من الناشطين الميدانيين نجاح عبد الباسط الساروت قائد كتيبة "شهداء البياضة" من مغادرة ريف حمص الشمالي بسلام برفقة عدد من مقاتلي الكتيبة، عقب اشتباكات عنيفة مع "جبهة النصرة" وحركة أحرار الشام الإسلامية أدت إلى مصرع عدد من العناصر لكلا الجانبين، وانسحاب الساروت من المنطقة إلى جهة لم تعرف حتى الساعة.
جبهة النصرة أعلنت عبر مراسلها في حمص المعروف باسم "مراسل حمص" عن بسط سيطرتها على عدة قرى وبلدات في ريف حمص الشمالي، بعد انسحاب كتيبة الساروت منها، ووجهت النصرة اتهامات للساروت بمبايعته لتنظيم "الدولة"، إلا إن الساروت لم يخرج مؤخراً بموقف جديد نافياً أو مؤكداً الاتهامات، في حين كان قد نفى تلك الاتهامات الموجهة إليه في وقت سابق.
مقاتلي النصرة تمكنوا من السيطرة على قرية الزيتونية والتلول الحمر وعيدون ودلاك وتلال عجوب بعد اشتباكات مع كتيبة شهداء البياضة-بحسب مراسل حمص، وأكد أن المواجهات التي استمرت عدة أيام أسفرت عن قتل وأسر العديد من عناصر كتيبة شهداء البياضة ممن كانوا يخططون لاستهداف الثوار والمدنيين بالعبوات اللاصقة والكواتم-على حد وصف المصدر.
مصادر ميدانية رجحت انتقال الساروت ومن معه من عناصر كتيبة "شهداء البياضة" إلى ريف حمص الشرقي حيث يتواجد تنظيم الدولة، إلا مصادر أخرى نفت هذه الأخبار، مشيرةً إلى توجهه ومن معه إلى ريف حماة، عقب نجاحه من قبضة جبهة النصرة وحركة أحرار الشام وفيلق حمص.
المحكمة الشرعية العليا لريف حمص كانت قد أصدرت بيانا في وقت سابق أكدت فيه ثبوت مبايعة "الساروت" لتنظيم الدولة وإيواء بعض جنودها "المتورطين في سفك الدماء"، لكنه لم يشارك معها في قتال فصائل الريف الشمالي، قبل نحو ثلاثة أشهر.
عبد الباسط الساروت-بلبل الثورة السورية- كما يحلو للكثير تسميته، كان قد أطرب الثورة السورية في سلميتها وعسكرتها بأروع الأغاني الثورية التي صدحت بها حناجر المتظاهرين في المدن السورية من أقصاها إلى أقصاها، وعانى الساروت ومن بقي معه من مقاتلين في حمص رغم الحصار الخانق وضراوة القصف، قدم عشرات الشهداء من أجل فك الحصار عن أحياء حمص المحاصرة، والسؤال يبقى هنا هل إن ثبتت بيعة "الساروت" لتنظيم "الدولة" سيبقى بلبل للثورة السورية، أم أن نظرة السوريين إليه سوف تتغير؟