بلدي نيوز - الرقة (خاص)
بدأ تنظيم "الدولة" في محافظة الرقة بالاستعداد العسكري لحرب شوارع قد تندلع قريباً، في مدينة الرقة، خصوصاً بعد اقتراب ميليشيات قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، بمسافة 11 كيلو متراً من الجهة الشمالية، و22 كيلو متراً من الجهة الغربية.
وأفادت مصادر إعلامية، أن التنظيم أجبر أصحاب المحلات التجارية على بناء سواتر ترابية بارتفاع متر ونصف، أمام المحلات، كما بدأ بأخذ تكليفات بناء هذه السواتر من الأهالي، لنصبها أمام البيوت.
وأفادت المصادر، أن التنظيم شرع بإزالة المنصفات الطرقية، لتوسيعها أمام عرباته وسياراته، ووضع المزيد من الأنابيب الإسمنتية، بشكل عامودي، ليتم ملؤها بالمحروقات وإشعالها، لتقوم أدخنة المحروقات بالتشويش على طائرات التحالف، الداعمة لميليشيات "قسد".
هذا وقام عناصر التنظيم، بجمع كميات من القمح، من الرقة ومحيطها، وطمرها في أماكن مخصصة تحت الأرض، تحسباً للحصار الذي تنوي فرضه قوات سوريا الديمقراطية "قسد" على المدينة، حسب ما أفادت به صفحة "الرقة تذبح بصمت".
وفي السياق، تشهد مدينة الرقة توتراً أمنياً، وانتشاراً مكثفاً لحواجز التنظيم، بعد محاولة أحد عناصره والملقب بـ"أبو البراء التونسي" الهرب من المدينة، حيث لحق به عناصر آخرون، ما دفعه إلى تفجير نفسه وقتل 3 عناصر وجرح 4 من المجموعة التي كانت تلاحقه.
إلى ذلك، شهدت المدينة ارتفاعاً حاداً في أسعار المواد التموينية والخضروات والمحروقات، بعد قيام طائرات التحالف، بقطع الطرقات الرئيسية وتدمير الجسور الرئيسية التي تربط الرقة بمحيطها.
يُشار أن الجيش الأمريكي قال الأربعاء الماضي، إنه يتوقع أن تعزل القوات التي تساندها الولايات المتحدة الرقة معقل تنظيم "الدولة" في سوريا بصورة شبه تامة في الأسابيع القليلة المقبلة مما يمهد الطريق أمام مسعى للسيطرة على المدينة.
وقال الكولونيل بسلاح الجو "جون دوريان" وهو متحدث باسم التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن "ما نتوقعه هو أنه خلال الأسابيع القليلة المقبلة ستُعزل المدينة بصورة شبه تامة ثم ستكون هناك مرحلة اتخاذ قرار بالاقتحام".
وأضاف: "لن نعطي التوقيت المحدد لمسعى السيطرة على المدينة".
من جهته، أكد وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ضرورة إرسال بلدان المنطقة والأعضاء في التحالف الدولي قوات خاصة إلى مدينة الرقة السورية، بهدف استعادتها من تنظيم "الدولة".
وشدد أوغلو على أن الهدف التالي بعد عملية الباب، سيكون عملية الرقة، وأكد ضرورة تنفيذها مع الجهات المشروعة وليس مع منظمات إرهابية أخرى في إشارة إلى "قسد" التي تشكل الأحزاب الكردية عصبها الرئيسي.
في المقابل، قال طلال سلو، الناطق باسم "قسد" إنه إذا استمر التقدم في هذه الوتيرة ستكون الرقة "معزولة تماماً خلال شهر ونصف الشهر أو شهرين"، مشيرا إلى أن متابعة التقدم بحاجة لدعم عسكري من الجيش الأمريكي، وكشف "أنه جرى تسليم طلب إلى الأميركيين لتقديم مضادات دروع ودبابات وكاسحات ألغام".
يذكر أن واشنطن تدعم "قوات سوريا الديمقراطية" ذات الغالبية الكردية في معركة "غضب الفرات" التي تسعى للسيطرة على الرقة، وقد حققت تقدما ملموساً في أرياف المحافظة ووصلت مدينة الطبقة الهامة، إلا أن تركيا تحاول إبعاد قوات "قسد" عن العملية وإقناع الولايات المتحدة بتشكيل تحالف يضم تركيا ودولاً حليفة لتحرير الرقة.