بلدي نيوز - ريف حماة (شحود جدوع)
أثارت تسمية بلدة قمحانة قرب مدينة حماة بـ"قمحانة الأسد" حفيظة ناشطين من البلدة ذاكرين أن هذه التسمية العامة نسفت الكثير من التضحيات الذي قدمها المعارضون من أبناء البلدة، كما تبناها النظام واستخدمها الإعلام الثوري.
وأُطلقت تسمية " قمحانة الأسد" البلدة نظراً للسمة العامة التي ظهر عليها عدد كبير من أبنائها ممن اختاروا الوقوف إلى صف النظام في حربه على الشعب السوري.
وتقع بلدة قمحانة على المدخل الشمالي لمدينة حماة، وتبعد عنها حوالي ٨ كم، ويبلغ عدد سكان البلدة حوالي ١٥ ألف نسمة وفق آخر إحصائية لعام ٢٠٠٩.
وقال الناشط الإعلامي أحمد صباح من قمحانة لبلدي نيوز: "إن نظام الأسد الأب منذ اغتصابه السلطة في سوريا سعى جاهداً لفصل مدينة حماة عن امتدادها "السني" في الريف الشمالي الأكبر من حيث التعداد السكاني للمدينة، فدعم عائلة السباهي الدخيلة على البلدة منذ الثمانينات، والتي ساعدته في أحداث حماة، بالإضافة إلى دعم عائلة الطماسة البعثية، حيث كافئ هذه العائلات بالعديد من المناصب والامتيازات لتصبح فيما بعد من أغنى العائلات التي اجتذبت إليها معظم الأقليات الفقيرة في البلدة، وأمنت لهم أعمالاً في أملاكها ليصبح ولاؤها لهذه العائلة التي توالي بدورها نظام الأسد".
ويتابع "الصباح" أنه ومع بداية الحراك السلمي خرجت عدة مظاهرات في البلدة جوبهت بمسيرات مؤيدة من قبل العائلتين سابقتي الذكر، ودارت العديد من الاشتباكات بالعصي والحجارة بين الموالين والمعارضين وانقسمت البلدة إلى حيين غربي وشرقي، وكان الحي الغربي يعتبر معقلاً للمعارضين من الثوار في حين كان الشرقي بؤرة للمؤيدين، ولقربهم من مدينة حماة شاركوا بالعديد من مظاهرات المدينة والتي اعتقل فيها العشرات من أبناء البلدة".
وأردف بالقول: "مع دخول جيش النظام إلى مدينة حماة اقتحم البلدة وقتل وأسر العشرات من أبناء البلدة، ما أجبر معظم المطلوبين للخروج من البلدة، وجند كل الموالين له وأعطاهم مطلق الصلاحيات في الإساءة للعائلات المعارضة من سلب ونهب وخطف وابتزاز وحرق للمنازل".
وأضاف الصباح، أن ومع تحول الثورة السورية إلى خيار المقاومة، شكل الثوار كتيبة أسود الرحمن والتي كانت العمود الرئيسي للواء "مجاهدي الشام" التابع للجيش الحر، وشاركوا بالعديد من المعارك في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي، وقدموا العديد من الشهداء وعشرات الجرحى، ووصل عدد الشهداء إلى 40 شهيداً، بالإضافة إلى ما يزيد عن 40 مفقوداً منذ العام ٢٠١١، هذا بالإضافة إلى مئات المعتقلين الذين اعتقلوا وأطلق سراحهم في فترات متفاوتة من الاعتقال.
وذكر الصباح، أن من بين شهداء البلدة إعلامي حي بابا عمرو أحمد الحمادة الذي رافق وفد الجامعة العربية بالحي، والإعلامي معاذ العمر الذي استشهد في كفرزيتا، والقائد العسكري في جيش الإسلام محمد الحمادة الذي استشهد في غوطة دمشق.
وأشار إلى أنهم أننا شكلوا فريق "بادر" وأغلبه من ناشطي قمحانة ومنطقة الأزوار، لتوجيه ثوار المنطقة عبر محاضرات بعنوان "محاكم لا ثارات" والتي تتطلب محاكمة الشبيحة بمحاكم الثورة بعد تحرير البلدة، ونبذ الثارات القبلية والعشائرية بالرغم من الممارسات التي لا يمكن وصف بشاعتها بحق أبناء قراهم، وفق قوله.
ووجه الصباح عتب محبةٍ للجهات الإعلامية الثورية التي وجهت الأنظار الى السمة التشبيحة العامة التي لا ينكرها بدوره، ولكنها أغفلت الجانب الآخر المضيء في تضحيات الشرفاء من أبناء البلدة الذي ساروا على خطى الشعب السوري الذي ثار ضد الأسد ونظامه.