بلدي نيوز-(أحمد عبد الحق)
باتت مواقع التواصل الاجتماعي مسرحاً للمعارك والهجمات المختلفة الاشكال التي تنفذها أطراف الحرب في سوريا، فألقت بثقلها بشكل كبير على مسرح الأحداث وطبيعة الصراع، فهي تستخدم من جميع الأطراف المنخرطة في الحرب كسلاح فاعل، مهمته ليس فقط نقل وقائع ما يجري من أحداث، بل تضليل المتابعين واختلاق الأحداث والتسبب في المعارك وإذكاء جذوة الخلافات الفصائلية والعقائدية والمناطقية.
ومع انتشار الانترنت بشكل كبير في المناطق المحررة، وتعدد الانتماءات الفصائلية وتشعبها، إضافة لحالة الصراع المستمرة بين الثوار والنظام، والمعارك الجانبية التي تحدث بين حين وآخر بين الفصائل المختلفة، باتت مواقع التواصل الاجتماعي مسرحاً كبيراً للسجال، فانتشر مؤخراً أسلوب جديد لإذكاء هذا الصراع والانتقال به من الحالة المحصورة المناطقية، إلى الحالة العامة التي تنعكس على تقسيم الشعب إلى فئات، ونشر الخلافات بينها على أسس فصائلية، من خلال خلق حالة من التجييش الإعلامي، بطرق ووسائل متعددة منها "البيانات المزورة"، التي تنتشر بشكل كبير عبر مواقع التواصل، تتبنى قضية معينة أو تهاجم فصيلاً باسم فصيل، أو تعلن عن أمور خلافية بين الفصائل أو عن علاقة أحد الفصائل بالنظام أو الأطراف الداعمة، وغيرها من الأمور التي تساهم في تفجر الصراع بين الفصائل، في وقت يسوده جو من الاحتقان، فيُبنى على أساسه أمور ومواقف وربما تصل لاصطدام، قبل أن تنكشف خيوط التزوير وربما تزهق فيها أرواح بريئة، بسبب أراء ومواقف أخذت بسبب بيانات لم تصدر من الجهات المنسوبة لها.
الصحفي (فائر إبراهيم) علق لبلدي نيوز على هذا الموضوع بالقول:" شاع مؤخراً أسلوب جديد من أساليب الحرب الإعلامية بين الفصائل والنظام عبر ترويج النظام وجهات أخرى لبيانات مزورة باسم إحدى الفصائل، يبنى من خلاله توجهاً أو يوصل شيئاً مغلوطاً، غايته دب الخلاف وزيادة الشقاق بين فصيلين، ربما يكون بينهما خلاف أو شقاق حول أمر معين، فيروج البيان المزور عبر مواقع التواصل الاجتماعي وربما تتبناه وكالات أو جهات إعلامية دون التثبت من صحته، فيثير زوبعة كبيرة قد تصل لحد الاقتتال وإراقة دماء الابرياء".
وأضاف (إبراهيم) أن العمل الإعلامي الثوري بات أمام مخاطر كبيرة، فهو يواجه حرباً خارجية من النظام وروسيا وإيران، وحرباً داخلية باتت الأخطر، حيث تدفع النزعات الفصائلية والتحزبات السياسية، والخلافات على السيطرة لنسج بيانات مزورة تخرق الصف الثوري، وتثير القلاقل، وربما تأخذ أيام ليتم تدارك عواقبها.
ورأى (إبراهيم) أن طرق مواجهة هذه البيانات تكون من خلال التثبت من المعرفات الرسمية للفصائل، لاسيما في الأمور الحساسة، وعدم تناقل أي بيان دون التثبت من صحة مصدره ووروده عبر المعرف الرسمي للفصيل المنسوب له.
وأشار إلى أن جهات داخلية منها وخارجية هي من تقف وراء هذه البيانات، تدفعها كما أسلف النزعات والخلافات، لتزوير موقف فصيل معين من أمر ما، غايته في ذلك زيادة الشقاق في الصف، وزيادة الشحن الفصائلي، وخلق واقع مخالف للواقع بناء على توجهاته، وإشعال الفتنة بين الثوار يكون الرابح الوحيد فيها هو النظام.