بلدي نيوز – حلب (حسن العبيد)
شيّد نظام الأسد على جبل عزان بريف حلب الجنوبي، منذ اندلاع الثورة، قطعة عسكرية، تشمل بطارية صواريخ دفاع جوي ومعدات عسكرية أخرى.
وفي عام 2012 كان الدخول الأول للثوار إلى داخل تلك القطعة العسكرية، ثم أصبحت ساحة لمعارك مختلفة، تناوب الطرفان خلالها السيطرة على الجبل، وفي نهاية 2015 سيطرت قوات النظام مدعومة بأكثر من خمسة آلاف من المرتزقة الافغان والميلشيات الإيرانية، وقوات الحرس الثوري على مناطق واسعة من ريف حلب الجنوبي من بينها جبل عزان.
وبعد خروج الثوار والمدنيين من حلب المدينة، أصبحت حلب تحت سيطرة ايران، ولكن مع دخول القوات الروسية إلى مدينة حلب، تم إخراج تلك الميلشيات، لتجعل من جبل عزان وقرية عسان قاعدة عسكرية لها.
يقول القائد العسكري في حركة أحرار الشام (الشيخ عبد الستار) لبلدي نيوز "هناك معسكرات تدريب للعناصر في عين عسان، وقرية دير صليب التي تقع شرق قرية بلاس، ولاحظنا وجود أعداد كبيرة من الميلشيات وازدياد الحركة بشكل كبير، خصوصاً في القرى المحيطة بالجبل منذ سيطرة النظام وإيران على مدينة حلب".
وذكرت مصادر في بلدة الحاضر، -التي تقع سيطرة الميلشيات الطائفية- أن الإيرانيين خرجوا من المنازل التي كانوا يسكنون بها واتجهوا إلى جبل عزان، ولم يبقَ سوى حزب الله اللبناني وحزب الله السوري وقوات من الفرقة الثالثة التابعة لقوات النظام".
كما صرح القائد العسكري في جبهة فتح الشام (أبو أحمد) "لاحظنا تحركا غريبا، وازديادا بالعناصر على جبهة سد شغيدلة والسابقية بريف حلب الجنوبي، وكانت هناك محاولات تقدم الهدف منها جس نبض الثوار، آخرها منذ أيام قليلة، استطعنا أن نقتل 5 منهم".
التهيئة للهجوم على ريف حلب
يمكن اعتبار سيطرة الإيرانيين على جبل عزان بمثابة تهيئة للهجوم على ريف حلب الجنوبي وصولاً حتى كفريا والفوعة، فالجبل يطل على الكثير من المناطق المهمة وصولا حتى الحاضر غربا، ويعتبر نقطة استراتيجية في المنطقة التي تعتبر منطقة التحشد الأساسية للنظام والايرانيين في جنوبي حلب.
كما يطل الجبل على طرق إمداد النظام باتجاه طريق خناصر، الأمر الذي يعطيه ميزة إضافية، تتمثل في اعتباره نقطة دفاعية مهمة عن هذا الطريق، حيث يعتبر كذلك منطلقا مناسبا لإجراء عمليات هجومية، بهدف توسيع المنطقة التي يسيطر عليها النظام في محيط الطريق، والذي يعتبر لحد اللحظة نقطة ضعف النظام الأولى.
كل المؤشرات تدل على أن النظام يكسب الوقت والأراضي خلال الهدنة التي يفترض أن يلجم خلالها ويمنع من أي عمليات عسكرية، لكن ما يحدث فعلياً أن النظام وإيران يحضران ويجمعان قواتهم للوصول إلى السيطرة على جميع المواقع المهمة خلال هذه الهدنة، ولن يكون مستغرباً هجومه باتجاه كفريا والفوعة خلال الفترة القادمة، بحجة أن من يحاصرهما هي جبهة فتح الشام، بدعم روسي إيراني ورضى دولي.