بلدي نيوز - ريف حماة (شحود جدوع)
اجرى أحد الممرضين في النقطة الطبية ببلدة عقرب بريف حماة، عملية جراحية حساسة لأحد المرضى، في ظل غياب الكادر الطبي والأدوات اللازمة لإجراء لعملية.
وقال الممرض "نوح الخضر" -الذي اجرى العملية للمريض- لبلدي نيوز "راجع النقطة الطبية في عقرب بريف حماة (أبو وديع) البالغ 55 عاماً، وهو من أهالي البلدة، ويعاني من كتلة دهنية ضخمة تحت الإبط، وبعد فحصه ومعاينته أصر أبو وديع على إجراء عملية الاستئصال في النقطة، وعزى ذلك لعدم قدرته على استئصالها في المشافي الخاصة"، مضيفاً أن المشافي الميدانية بريف حمص لا تستقبل إلا حالات الإسعاف والمصابين جراء القصف، وبعد إصراره على إجراء العمل الجراحي الذي وقَّع فيه على مسؤوليته وبمحض إرادته، قمت بإجراء العملية وتم استئصال الكتلة بنجاح".
وأضاف الممرض، "لقد كانت لي العديد من التجارب السابقة في استخراج الشظايا واستئصال الكتل الدهنية، ولكن لم تكن بحجم وخطورة وحساسية العمل الأخير، حيث تم استئصال كتلة يزيد وزنها عن كيلو ونصف، واستغرق العمل أكثر من ثلاث ساعات"، ونوه إلى انعدام وسائل التعقيم في النقطة الطبية، وعدم وجود تجهيزات لعمل جراحي تحت التخدير العام ما اضطره إلى إجراء العملية تحت التخدير الموضعي.
ونوه "الخضر"، إلى أن مديرية صحة حماة لم تقم بإيجاد راعي أو داعم للنقطة الطبية، معتبرة أن المنطقة تتبع إلى منطقة الحولة المخدمة من قبل مديرية صحة حمص، وأن هذه النقطة موجودة منذ خمس سنوات وكل من يعمل فيها من المتطوعين، ومن بينهم طبيب مخبري وطبيب أطفال.
بدوره، قال "إبراهيم الشمالي"، وهو مدير المكتب الإعلامي لمديرية صحة حماة الحرة، لبلدي نيوز "عرضنا مشروع دعم النقاط الطبية في الريف الجنوبي منذ أكثر من عام على عدة جهات راعية وبإشراف مدير الصحة السابق الطبيب الشهيد "حسن الأعرج"، وكان دائماً يأتينا الجواب من الجهات الداعمة بأنها مناطق محاصرة وصغيرة ويصعب عملنا فيها، باعتبارها محاذية لتجمعات ضخمة في ريف حمص الشمالي كالحولة والرستن وتلبيسة، والتي تأخذ الأولوية بالتغطية الصحية والطبية، باعتبارها تحوي تجمعات بشرية كبيرة".
وأشار الشمالي إلى أن مديرية الصحة لازالت تحاول جاهدة إيجاد منظمات لدعم القطاع الطبي والصحي في الريف الجنوبي المحاصر، وأنها رفعت دراسات لعدة نقاط طبية في الريف الجنوبي مجدداً، وتنتظر ردود الجهات الداعمة للعمل الطبي والصحي.
ويعاني ريف حماة الجنوبي وريف حمص الشمالي منذ أربعة أعوام من حصار مطبق من قبل نظام الأسد والميليشيات الموالية له، وبسبب هذا الحصار الخانق والمتزامن مع القصف العشوائي العنيف، هاجر العديد من الأطباء المختصين من مناطق الصراع الى مناطق أكثر أمنا، أو ربما إلى خارج سوريا، وبقي عدد قليل من الأطباء والممرضين.
وبالرغم من نقص الكوادر المختصة والتجهيزات الطبية، إلا أن هذه الفرق استمرت وعملت على تدريب العديد من المتطوعين من غير حملة الشهادات، ليرفدوها ويغطوا النقص الكبير في القطاع الطبي والصحي.
الجدير بالذكر أن ريف حماة الجنوبي يحوي عدة قرى وبلدات محررة منذ بدايات عام ٢٠١٣ أهمها بلدة عقرب، وقرى حربنفسة، وطلف، ومنطقة السطحيات، وهذه القرى بالإضافة إلى حصارها تتعرض إلى قصف مدفعي شبه يومي من قبل الحواجز في القرى الموالية المطلة عليها.