بلدي نيوز – (خاص)
خبر اعتيادي "الطيران الاسرائيلي يقصف مطار المزة ويدمر المزيد من عتاد النظام"، ثم يخرج النظام ليعلن عن مخاطر الفعلة الإسرائيلية، بدون أن يحتفظ كالعادة بحق الرد.
الضربة التي أحالت ليل مطار المزة إلى نهار، بحد ذاتها تحتوي الكثير من الغموض والتشابك، فما بين إعلان النظام أنها كانت بصواريخ أرض-أرض أطلقت من شمالي فلسطين، إلى الاعلان الروسي أنها كانت بثلاث طائرات من نوع F35 دخلت الاجواء السورية من لبنان الذي كان -أخر من يعلم-.
تجاوب النظام مع هذه الضربة جاء امتداداً لمحاولاته السابقة التي كان يسعى فيها لمنع إحراجه بين مؤيديه، وخصوصاً بعد أن أصبح الروس يمتلكون بطاريتي دفاع جوي لم تفعلا شيئأ لدعمه، فبدأ النظام مؤخراً يحاول الترويج لفكرة أن ما يحصل هو قصف "بالصواريخ" من قواعد في شمالي فلسطين، ليزيل عن نفسه حرج أن دفاعاته الجوية وطائراته لم تفعل أي شيء، وأن حق الرد ضد الصواريخ يمكن تجاهله، طالما أن السيادة لم تخرق جوياً!.
بالمقابل يؤكد الروس الذين يملكون عدة محطات الرادار في سوريا، أن ما حصل هو "خرق جوي"، بأحدث ما تمتلكه إسرائيل من طائرات "شبحية" لا يكتشفها الرادار، وأنهم اكتشفوها وحددوا خط سيرها ولكن "لم تصدر أي أوامر للتعامل معها".
عملية القصف هذه هي أول عملية معلنة تحدث بطائرات "شبحية" إسرائيلية على النظام، فقد استلمت اسرائيل هذه الطائرات منذ عدة أسابيع فقط، ويبدو أنها لم تنتظر طويلا لتجريبها، حيث جربتها إسرائيل ضد أقوى نقاط النظام المعروفة وهي مطار المزة، والتي نشر فيها النظام أفضل بطاريات دفاعه الجوي، التي تعمل إسرائيل حالياً على تصفيتها وتدميرها، بحيث تجرد النظام من معظم أسلحته الاستراتيجية تدريجيا.
طائرات شبحية!
لا يعرف تماماً إذا كان موضوع تحديد عدد ونوعية الطائرات التي هاجمت مطار المزة، الذي أعلنه الروس ناتج عن اكتشاف هذه الطائرات بشكل حقيقي من قبل الرادارات الروسية، أو أنه مجرد عمل دعائي بمساعدة إسرائيل، التي من المعروف أنها تنسق جميع عملياتها مع الروس، فحتى عمليات قصف النظام تحدث بموافقة وتنسيق روسية، فالروس هم من باعوه السلاح وهم من يحدد من يدمره.
لكن يأتي الاعلان الروسي عن اكتشاف الطائرات وتحديد خط سيرها وعددها بمثابة عرض تقني عسكري بحت، مفاده "اشتروا راداراتنا فهي تستطيع كشف الطائرات الشبحية"، الأمر الذي يمكن إن يعتبر نصراً معنوياً لبوتين، والذي يسعى لفعل أي شيء ليحسن صورته في سوريا، التي ما تزال تتعرض لضربات إثر ضربات.
فالروس لديهم بطاريتا دفاع جوي فاعلتان في سوريا، في طرطوس وحميميم، وإذا كانت الطائرات الاسرائيلية مرت من فوق البقاع فمدى الكشف للأهداف الشبحية بالنسبة لأقرب بطارية وهي بطارية س300 المنشورة في طرطوس، أقل من أن يكشف هذه الطائرات، الأمر الذي يعني أن الأمر برمته قد يكون منسق مع الروس، وليس مجرد كشف تقني حدث بفضل راداراتهم (في حال كانت حمولة طائرات F35 داخلية).
قصف مطار المزة الذي أصبح عادة لدى طيران النظام، يؤكد أن النظام ليس له قيمة عند الروس، وأن التنسيق مع إسرائيل هو تنسيق ندي على أعلى المستويات، أم النظام ومؤيدوه فما زالوا يحلمون أن تنطلق صواريخ س300 من منصاتها لتصيب الطائرات الاسرائيلية، التي تهاجم حلف الممانعة والمقاومة، الذي يشن حربا على العديد من الدول والشعوب، ليس بينها إسرائيل "عدوة" هذا الحلف!.