بلدي نيوز – (خاص)
بدأ تنظيم "الدولة" خلال الفترة الماضية باستخدام الطائرات المسيرة بشكل واسع، بداية بالتصوير الجوي، وصولاً لاستخدامها لإلقاء القنابل الصغير خلال معاركه أو عمليات القصف، حيث ظهرت عدة أنواع من هذه الطائرات التي يشتريها التنظيم من المتاجر والمحلات الكبرى وعبر الإنترنت، والتي يعدلها ويضيف عليها لتصبح جاهزة للاستخدام العسكري.
حيث تستطيع بعض هذه الطائرات حمل حمولات تصل حتى الكيلوغرامين، والتحليق لفترة تصل حتى نصف ساعة، الأمر الذي يسمح لها بتنفيذ عمليات تصوير وقصف ضمن مدى يتجاوز العدة كيلومترات.
إضافة لعمليات التصوير والقصف بدأت تظهر لدى التنظيم طائرات مسيرة "انتحارية"، منها ما هو مجهز بكمية من المواد المتفجرة تصل حتى 4 إلى 5 كغ من المواد شديدة الانفجار، والتي استخدمها مؤخرا لاستهداف الميليشيات الشيعية والجيش العراقي، وتسببت إحداها بإصابة عنصر كوماندوس فرنسي بجروح، الأمر الذي يعتبر تطوراً لافتاً لاستثمارات التنظيم في هذه الطائرات.
حيث يستغل التنظيم كثافة استخدام الطائرات المسيرة في المعركة، لاستخدام هذه الطائرات بأمان، حيث يصعب على عناصر الميليشيات تمييز هذه الطائرات من طائراتهم، ما يسمح لها باختراق خطوطهم والانفجار بينهم مثل العربات المفخخة التي تعتبر سلاح التنظيم الأكثر فعالية.
هل يصنع التنظيم "التاو"؟
التنظيم طور طائراته المسيرة لتصبح ليس فقط حاملة للمواد المتفجرة، ولكن أيضا للقذائف الصاروخية (RPG)، والتي ظهرت في العديد من الطائرات التي سقطت للتنظيم بدون أن تصيب أهدافها أو بسبب عطل فني فيها، الأمر الذي حولها إلى ما يشبه الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات، التي تستخدم بكثافة خلال معارك سوريا والعراق.
إضافة للطائرات المسيرة التي يشتريها، بدأ التنظيم بتصنيع الطائرات المسيرة ذاتيا، حيث يصنع هذه الطائرات من الألياف الزجاجية، ويستخدم الكاميرات لتوجيهها، وظهرت منها عدة أنواع، بعضها يحمل قذائف صاروخية قادر على خرق الدبابات وتدميرها، وبمدى قد يتجاوز مدى صواريخ "التاو" التي حصل عليها الثوار، ما يعني أن التنظيم يطور أدواته في المعركة، فتكلفة إنتاج مثل هذه الطائرة لن تتجاوز ألف دولار، وبإمكانه إنتاج العديد منها خلال فترات زمنية قصيرة وبإمكانات هندسية متوافرة بسهولة، الأمر الذي يعني أنه يستثمر اقتصاديا وعسكريا في مثل هذا الإنتاج الذي يستطيع تطويره تدريجيا ليصل لمرحلة الإنتاج ذو المعايير الصناعية وبجودة عالية.
فالقذائف الصاروخية التي يستخدمها التنظيم مع هذه الطائرات قادرة على اختراق وإعطاب أي دبابة لدى النظام، ومعظم الدبابات والعربات المدرعة لدى الميليشيات الشيعية في العراق، إضافة لكون نموذج التوجيه يساعد في تجاوز السواتر الرملية التي يحيط بها النظام دباباته، الأمر الذي يساعد على تدميرها عبر مهاجمتها من الأعلى، وهي فكرة جيدة في حال طبقها الثوار، وخصوصا في حال شح الدعم العسكري بالصواريخ المضادة للدبابات.
يبدو أن التنظيم يدرك احتياجاته ويعمل على سد الفجوة التقنية باستثمارات ذاتية، الأمر الذي يعتبر نقطة تحسب لصالحه في الصراع القائم في المنطقة، والتي لم يستطع الثوار فعل نفس الشيء، فلا يزال الاستثمار في الصناعة العسكرية بالحدود الدنيا لديهم رغم الأحداث الجسيمة التي حصلت معهم، وأثبتت أنهم يجب أن يعتمدوا على النفس في هذا الصراع الوجودي.