بلدي نيوز – حلب (عبد القادر محمد)
لجأ كثير من المدنيين العراقيين، جراء الحرب الدائرة في العراق، وتحديدا أهالي صلاح الدين والموصل، إلى سوريا، رغم صعوبة ومشقة الطريق من العراق، مرورا بمناطق سيطرة تنظيم "الدولة".
وبحسب الوقائع، فقد نزحت آلاف العائلات إلى سوريا وتحديدا إلى شمال مدينة حلب وشمال إدلب وكثيرا ما يتعرضون إلى استغلال تجار البشر، إلا وهم المهربون الذين يستغلون ظروف الناس.
"أبو أحمد" أحد سكان مدينة الموصل، قال لبلدي نيوز إنه كان ضحية أحد تجار البشر، فقد دفع الآلاف من الدولارات هو وعائلته من أجل الذهاب إلى تركيا، قبل أن يقوم المهرب بتركهم بأحد القرى الحدودية ويذهب.
وأضاف "أبو محمد" أن أسباب الاستغلال تأتي من جهلهم كعراقيين لجغرافية المنطقة، وكونهم غرباء عنها.
في حين، اشتكت الزوجة "أم أحمد" أنها تعبت من السفر والنزوح من مكان إلى آخر، وتود الذهاب إلى مكان آمن لها ولعائلتها.
كل هذا، ناهيك عن استغلال أصحاب الفنادق لتلك العائلات المضطرة، التي تود الإقامة في الشمال السوري، فقد تصل أجرة الليلة الواحدة إلى أكثر من عشرين ألف ليرة سورية، مما يضطر الأهالي لدفع المبلغ من أجل سلامتهم وسلامة أطفالهم من البقاء على أرصفة الشوارع.
ولا يسلم السوريون أيضاً من تجار البشر عندما يريدون العبور إلى الطرف الآخر من الحدود، إلا أن الرحلة الطويلة للعراقيين، ومرورهم بمناطق ذات سيطرات مختلفة، يجعلهم عرضة للمخاطر والاستغلال أكثر من غيرهم، وقد ذكرت رويترز أن عائلة دفعت 32 ألف دولار لصاحب صهريج وقود مقابل إيصال أفرادها إلى ريف حلب، منتصف العام الفائت.
إلا أن المغامرة والاستغلال أهون من جحيم تنظيم "الدولة" و"الحشد الشعبي" الطائفي، حيث القتل على الهوية الطائفية.