بلدي نيوز- (أحمد عبد الحق)
ما إن خرج المدنيين والثوار من الاحياء الشرقية المحاصرة بمدينة حلب، حاملين معهم أمتعتهم الشخصية، والتي لم يسمح لهم بغيرها، إضافة للسلاح الخفيف الفردي للثوار، حتى دخلت قطعان الشبيحة من عناصر الميليشيات المتنوعة كالدفاع الوطني وقوات النمر والميليشيات الشيعية للأحياء الشرقية، لتبدأ بعمليات التعفيش لمنازل المدنيين والمستودعات الطبية والغذائية التي تركها الثوار خلفهم.
مصادر عدة من داخل الأحياء الشرقية أكدت تعرض المئات من المنازل لعمليات التعفيش والحرق، حيث قامت الميليشيات بسرقة جميع محتويات المنازل والأثاث وكل ما وجدته أمامها من ممتلكات عامة وخاصة، ونقلتها باتجاه الأحياء الغربية، وذلك بدعم من كبار الضباط في جيش النظام، ممن يتقاسمون مع عناصرهم مردود بيع هذه المسروقات.
وخلال عمليات التعفيش تعرض عناصر الشبيحة وجنود النظام لحوادث تكررت لعدة مرات لاسيما في المقرات العسكرية التي داهموها بعد خروج الثوار، تراكين خلفهم بعض الألغام والعبوات المجهزة للانفجار بطرق متنوعة، في حال دخل جنود النظام، خلفت هذه الحوادث اكثر من خمسين قتلاً وعشرات الجرحى خلال الأيام القليلة الماضية.
ولعل أبرز المناطق التي تعرض فيها جنود النظام لجحيم العبوات الملغمة في احياء السكري والمشهد وسيف الدولة والزبدية، كما تعرضت عدة مجموعات لتفكيك الألغام لانفجار الألغام خلال محاولاتهم إزالتها بهدف سرقة المنازل والاستيلاء عليها، ما خلف العديد من القتلى في صفوفهم.
وتتكتم قوات النظام عن حجم الخسائر التي أمنيت بها من العناصر، خلال عمليات التعفيش والسرقة، في حين نقل الشبيحة الأخبار عبر حساباتهم الشخصية وبعض الصفحات المؤيدة، وسط استمرار عمليات التعفيش والسرقة لكل ما يجدونه امامهم.
وكانت شهدت الأحياء الشرقية من مدينة حلب هجمة جوية عنيفة ترافقت مع محاولات مستمرة لقوات النظام والميليشيات الشيعية للتقدم على هذه الأحياء، انتهت باتفاق بين الثوار وروسيا لخروج جميع المدنيين والثوار من الاحياء المحاصرة، حفاظاً على حياة من تبقى من المدنيين داخل الاحياء المحاصرة.