بلدي نيوز - حماة (مصعب الأشقر)
يعد فرع المخابرات الجوية، أحد أخطر الأفرع الأمنية لدى نظام الأسد لما يحتويه من أقبية سجون وزنزانات وأدوات تعذيب وجلادين لا تعرف الشفقة طريقا إلى قلوبهم، لكن مع كل ما ذكر يبقى فرع المخابرات الجوية وسجونه أخف وطأة من معتقل "دير شميل" السري العلني في ريف حماة الغربي.
"دير شميل" المعروف من قبل سكان ريفي حماة وإدلب وغير المدرج ضمن لوائح سجون النظام لدى الهيئات المعنية بحقوق الإنسان ومراقبة السجون، والسبب يعود إلى كون معتقل "دير شميل" تديره عناصر يصنفها النظام بالمدنية، وهم بالأصل من شبيحته الطائفيين.
ولعل هذا هو السبب الرئيسي في تصنيف ذلك المعتقل الأخطر بسوريا، كون كل شبيحة القرى والبلدات الموالية تدخل إلى المعتقل لتسوم المعتقلين سوء العذاب، بطرق وحشية مجردة من أبسط حقوق الإنسان.
"ناجي أبو إسراء"، أحد المفرج عنهم منذ ما يقارب الـ3 أشهر من سجن "عدرا" تحدث لبلدي نيوز عن الفترة التي قضاها في معتقل "دير شميل"، قائلا: "تم اعتقالي بريف حماة الغربي على أحد حواجز النظام وتم سوقي إلى جهة مجهولة، وبعد توقف السيارة، أنزل أحدهم العصابة عن عيني وبدأ أكثر من 15 شخصا لا يحملون أسلحة بضربي بشكل جنوني مع إهانات لا تُحتمل".
ويضيف ناجي: "للوهلة الأولى اعتقدت أنني بين مدنيين في منطقة ما، لكني تأكدت حين أدخلوني إلى بناء كتب عليه (دير شميل الموت البعيد المنال)، هنا أدركت أنني في دير شميل بالقرب من مصياف".
ويتابع المعتقل السابق: "تم إجباري على خلع ملابسي لأبقى عاريا بشكل كامل في زنزانة عرضها متر وطولها متر تتخللها حفرة لقضاء الحاجة، مع علبة مياه تقدر بربع لتر، حيث بقيت مدة طويلة على هذه الحال، فيما يقدم لي الطعام مرة واحد بالنهار، قبل أن يدوسه أحد السجانين بقدمه أمام عيني ويرغمني على أكله".
ويستطرد: "أخرجوني من الزنزانة إلى غرفة يتوسطها عمود عرضاني وجنازير، وقاموا برفعي من يدي، وأصابع قدميّ تكاد تلامس الأرض، وكان بجانبي شاب بجثة ضخمة معلقا أيضا بتلك الجنازير إلا أنه كان قد فارق الحياة، حيث بقيت مع جثته فترة من الزمن معلقين بجنازير حفرت حلقاتها الصدئة بأيدينا، قبل أن يقوموا باقتلاع أظافري، وقطعوا أحد أذنيَّ وأجبروني على أكلها".
وحول طرق القتل البشعة التي شاهدها، يتحدث عن إحضار معتقل وإناء معدني وفأر كبير حيث قام الشبيحة بتمديد المعتقل على ظهره ووضعوا الفأر على بطنه ووضعوا على الأخير الإناء وبدؤوا يشعلون النار من خارج الإناء، ليبحث الفأر عن مخرج وما هي إلا فترة زمنية قصيرة حتى خرج الفأر من خاصرة المعتقل الذي فارق الحياة بأنين يقشعر له البدن لتبدأ بعدها قهقهة عالية من الشبيحة السعداء بابتكار هذه الوحشية.
وينوه المعتقل السابق إلى أن كثيرا من حالات القتل حدثت أثناء اعتقاله، ورائحة الجثث تملأ المعتقل حيث يصعب التمييز بين الحي والميت.
تجدر الإشارة إلى أن معتقل "دير شميل" تم إنشاؤه في عام 2011 ضمن قرية "دير شميل" القريبة من مصياف ليكون معتقلا للمدنيين من إدلب وريف حماة يديره شبيحة ويشرفون على عمليات التعذيب، ويوجد فيه أكثر من 4800 معتقل بينهم 1200 امرأة، حيث أن الغاية من إنشاء مثل هكذا معتقل هو تأجيج الحقد الطائفي بين فئة معارضة وفئة يعتبرها رأس النظام حاضنته الوحيدة.