بلدي نيوز – (منى علي)
مع اقتراب النهايات المأساوية لصمود شعبي أسطوري في الأحياء الشرقية من مدينة حلب، وتزامناً مع رسائل الموت التي ضجت بها أركان الدنيا الأربعة، نقل "التلفزيون السوري" عبر بث مباشر من الأحياء التي يسيطر عليها النظام بحلب، ما سماها "أفراح الحلبيين بنصر حلب"، ويظهر المراسل وسط حشد من النساء والأطفال، وهو يتحدث بلهجة تغلب عليها نشوة الانتصار ونزق المنتصر، فإن استبدلت كلمة حلب بكلمة "القدس" لصدق المتابع أن المراسل يتحدث عن تحرير القدس.
وبلهجة الانتصار والنشوة ذاتها، تتحدث فتاة حلبية من مسرح الجريمة كانت إلى جانب المراسل، لتهدي الانتصار على أهلها في الشطر الشرقي، وقتل الأطفال وانتهاك الأعراض وترويع الآمنين، إلى "سيدها الرئيس بشار الأسد"، في مشهد يعيد إلى الأذهان العبودية التي خرج السوريون ثائرين عليها، ودفعوا من أجلها ثمناً عجز العالم عن تصديقه وعجز التاريخ عن الإتيان بمثله.
كما عرضت قناة "الميادين" لصاحبها "الممانع غسان بن جدو"، احتفالات شعبية في الجزء الغربي من حلب، تخللته مسيرة سيارات وهتافات "للقائد الخالد" وزغاريد!..
الأمم المتحدة تتفرج و66 ميليشيا تحتل حلب
وبعد عجزها الكامل عن اتخاذ أي قرار لرفع النصل عن عنق حلب، حملّت الأمم المتحدة نظام الأسد وروسيا مسؤولية جميع الجرائم التي ارتكبتها الميليشيات الداعمة للنظام في مدينة حلب.
وكتب "جان إيغلاند" مستشار المبعوث الدولي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي: "النظام السوري وروسيا مسؤولين عن الجرائم التي ترتكبها الميليشيات في حلب"، مغفلاً مسؤولية الأمم المتحدة وعجزها عن وقف المذبحة، وهي المؤسسة المنوط بها "حفظ الأمن والسِّلم" في العالم، ولكن ليس في حلب على ما يبدو!
ولعل جمهور "التلفزيون السوري والميادين" الممانعين المقاومين، لا يدركون بأن 66 ميليشيا أجنبية وطائفية تحتل "سوريا الأسد" التي يبتهجون بنصرها على أهلهم.
فقد كشف الباحث البريطاني من معهد بروكينغ الدوحة، شارلز ليستر، المتخصص في "الحركات الإرهابية" في الشرق الأوسط، بأن أكثر من 66 ميليشيا من خارج سوريا تقاتل إلى جانب نظام الأسد، ونشر الباحث عرضاً يجمع أهم القوى المدافعة عن نظام الأسد، مؤكداً أن عدد المقاتلين السوريين فيها لا يتجاوز 27%.
وتتوزع جنسيات المقاتلين الأجانب دفاعاً عن نظام الأسد، على العراق، وإيران، ولبنان، وفلسطين، ومصر، واليمن، والبحرين، وباكستان، وأفغانستان، إلى جانب القوات الروسية بمختلف تشكيلاتها البرية والجوية والبحرية، مشيراً إلى وجود عناصر أخرى من 39 دولة، وهو ما يشير إلى وجود 49 جنسية تدافع عن نظام الأسد.
اللافت في الأمر، أن تلفزيون "العالم" الإيراني كان هو الأكثر حرصا على تغطية الأحداث ونقل "فرح الشارع الحلبي بالنصر"، حيث يبث موقعه وبلا انقطاع أخبارا عاجلة عن "الأفراح الجماهيرية بتحرير حلب"، في تأكيد رسمي علني على أن حلب قد غدت مستعمرة إيرانية، وأن الذي يحدث هو احتفالات باحتلال حلب برعاية "السيادة الوطنية لقائد المقاومة والممانعة" وجمهوره الذي سارع إلى تحويل المساجد لحسينيات واتخذ من "اللطم" طريقاً للتقرب من قلوب سادته الجدد في "قم".