بلدي نيوز – حلب (صالح العبدالله)
وجه عدد من الإعلاميين في مدينة حلب رسائل أخيرة، وصفوا خلالها الوضع بالكارثي، وأشاروا إلى أنها من الممكن أن تكون آخر رسائل يوجهونها قبل تقدم النظام إليهم واعتقالهم، وختموها بالقول (ادعوا لنا وسامحونا).
مراسل بلدي نيوز في حلب عبد الكريم الحلبي قال في رسالته التي وجهها للعالم: "لم أعد أكترث بمصيري كل همي الآن أن أؤمن أمي وأختي وأبي وزوجتي، لا أعلم أين أذهب بهم، أبكي بحرقة على الأطفال والنساء الموجودين هنا، لا أعلم ما الذي يحصل وكيف حصل ذلك، كل ما أريد أن أعرفه ماذا سيفعل النظام وميليشياته بنا، لا أستطيع إلا أن أقول، ادعو لنا وسامحونا".
ووصف مراسل بلدي نيوز محمد الراغب بأنه مشهد من يوم القيامة في حي السكري، حيث قال: " الأوضاع بالسكري كانت جداً سيئة، الناس تركض في الشوارع هرباً من الموت، الآن قناصات النظام انتشرت على الأبنية خلف السكة والمناشر وبدأت باستهداف المدنيين، كافة المباني المشرفة على السكة والبريد أصبحت منطقة عسكرية".
بدوره الناشط الإعلامي جود الخطيب نشر مقطع فيديو على صفحته في فيس بوك قال بأنه من الممكن أن يكون الأخير لي من حلب جاء فيه، "اليوم أوجه الرسالة من داخل المناطق المحررة وأظنها آخر رسالة، اليوم ومن خلفي حي بستان القصر رأيت أكثر من مئتي قذيفة وصاروخ سقطت في أقل من نصف ساعة، العالم يقف متفرجاً علينا ونحن نموت في 11 كلم فقط ونحن مئة وخمسين ألف مدني نقصف بالبراميل والألغام البحرية".
وأشار في الفيديو، إلى أن "الإعلام نقل جزء بسيط جداً مما يحدث في أحياء حلب المحررة، هذه الرسالة موجهة للدول العربية وكل من يشاهدها، أوقفوا شلال الدم بحق المدنيين فقط، لا نطالبكم بفك الحصار أو إخراج المدنيين".
ودوّن أعلى الفيديو عبارة (سامحونا).
يذكر أن قوات النظام وميليشياته بدأت بالتقدم إلى أحياء حلب الشرقي بدعم من القوات الروسية قبل نحو ثلاثة أسابيع، استخدمت فيها سياسة الأرض المحروقة، حيث تقدمت إلى عدة أحياء، هرب قسم كبير من سكانها باتجاه الأحياء المحررة، فيما يعد مصير أكثر من ألف مدني مجهول إلى حد اللحظة وهناك تخمينات باعتقال الشباب وارتكاب مجازر بحقهم.