إبادة حلب "برعاية أممية".. والدعوة مفتوحة للجميع - It's Over 9000!

إبادة حلب "برعاية أممية".. والدعوة مفتوحة للجميع

ميدل إيست مونيتور-(ترجمة بلدي نيوز)

لقد بات مسلسل القتل في حلب ذُعراً يوميّاً دُعيت إليه كل من الطائرات الروسية وطائرات النظام الطائفي وقوات حزب الله والقوات الإيرانية والمليشيات الشيعية والمقاتلين المرتزقة التي جاءت من أصقاع الأرض لتشارك كلها في حفلات قتل الشعب السوري، لم يعد يمرّ يوم دون أن يحصد عشرات الأرواح ويخلّف الكثير من الجرحى من النساء والأطفال والعجائز، ورغم أن هذا المشهد ليس بجديد على الإطلاق في المشهد السوري، فإن الجديد هو أن ما يجري بات يحدث بطريقة الإبادة للبشر والحجر والشجر، وكل هذا برعاية أممية ومباركة أمريكية.
حلب الشهباء أقدم أعمدة حضارات الدنيا ومهد الحضارات القديمة، وأقدم مدينة مأهولة حتى الآن، تلك المدينة التي بُنيت على مدى عشرات القرون تُهدَمُ الآن على يد الهمج أعداء الإنسانية بطريقة وحشية وغير مسبوقة، وأهلها الذين كانوا يفخرون بها وبتاريخِها وبكلّ شيء فيها أصبحوا الآن ما بين قتيل أو جريح أو مشرّد أو لاجئ لا يجد من مأوى له، إن المجرمين في حق حلب وأهلها، بل وسوريا كلها ليسوا فقط من يقومون بعمليات القتل والتدمير والتخريب فحسب، بل إنهم كل من يشاركونهم ولو فكرياً ويسكتون عن جرائمهم!

فلم تعانِ مدينة في العالم قصفاً وحشيّاً وتهجيراً قسريّاً وتدميراً مُنظّماً ومنهجياً منذ الحرب العالمية الثانية كما عانت وتعاني الآن مدينة حلب، وهذا ما يؤكّد بأن ما يجري الآن في حلب قد تجاوز الحرب وقواعدها إلى أقصى مراحل الحقد الأسود وآفاقه التي لا حدود لها، كما أن ما يجري في حق حلب تجاوز حدود حماية النظام الطائفي الذي اختطف سوريا منذ أكثر من خمسة وأربعين عاماً بدعم شرقي وغربي، لتصبح قوى دافعة نحو خريطة جديدة تهدف إلى تمزيق سوريا، ليس إلى دولتين أو ثلاث، وإنما إلى دويلات وطوائف ستعيش حروباً لا تنتهي لعقود.

إن ما قامت به إدارة أوباما، ليس بالمشاركة في الجريمة فحسب، بل إنّما في الضلوع الكامل فيها بدءاً من المطالبة بإسقاط الأسد وصولاً إلى دعم الأسد بشكل علنيّ ليصبح جزءاً واقعياً من أيّ حل قادم، بل إن الاتحاد الأوروبي بنفسه كان قد أعلن صراحة بأنّه سيسهم في دعم الأسد للمساعدة في إيجاد حل سياسي، ولست أدري في الواقع عن أي حل يتكلمون، حل سيتم على الدماء والأشلاء والأطلال!

لقد حوّل المجتمع الدولي، وعلى رأسه مبعوث الأمم المتحدة القبيح دي ميستورا، القضية السورية من حرب إبادة طائفية عنصرية ضد المدنيّين إلى حرب أهلية وأزمة داخلية "صغيرة" تتمثّل في خروج ثلاثمئة مقاتل تابعين لجيش فتح الشام من شرقي حلب، وهذا المبعوث نفسه كان قد صرّح خلال زيارته للأسد في دمشق الأسبوع الماضي كلاماً لم يفهم منه أحد شيئاً سوى أنه يدعم النظام وأن سقوط حلب في أيدي النظام بات أمراً واقعاً لا محالة وأنّ المسألة لم تعد سوى مسألة وقت فقط!

إذاً فإن هناك تعاون دوليّ في حفلات القتل الساديّة التي تحدث للشعب السوري، إنّ روسيا وإيران والنظام الطائفي والمليشيات الداعمة له والتي جاءت من كل أصقاع الأرض يقومون الآن بقتل السوريين، في حين أن المجتمع الدولي والولايات المتحدة وأوروبا يُسهمون في قتل آخر الآمال وإباحة ما يجري بل والإعداد لمستقبل يكون فيه الأسد جزءاً من الحل، وإنّ ما يؤسفني حقّاً هو أن معظم العرب يقفون عاجزين الآن بانتظار دورهم القادم في حفلات الذبح!

مقالات ذات صلة

تنسجم مع طروحات النظام.. "منصة موسكو" تصيغ رؤية للحل في سوريا

نظام الأسد يدين دعم الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا بالصواريخ البالستية

ارتفاع حصيلة قتلى قوات النظام وميليشيات إيران بالغارات الإسرائيلية إلى 150

الخارجية الأمريكية تؤكد تجاهل نظام الأسد لمطالب "العدل الدولية" ومواصلة انتهاكاته ضد الشعب

إسرائيل تستهدف شحنة أسلحة قادمة من العراق إلى سوريا

نتنياهو: سنقطع الأوكسجين الإيراني عن حزب الله الذي يمر عبر سوريا