هل يحدث تدخل دولي لإنقاذ حلب؟ - It's Over 9000!

هل يحدث تدخل دولي لإنقاذ حلب؟

بلدي نيوز – (نور مارتيني)
منذ عام 2011، تاريخ انطلاق الثورة السورية، ونظام الأسد يجيد اللعب في الوقت بدل الضائع، مستغلاً انشغال المجتمع الدولي باستحقاقاته، بين انتخابات أمريكية، وأمين عام جديد للأمم المتحدة، وآخرها الانتخابات الفرنسية والألمانية، لا سيما وأن باريس وبرلين، كانتا أكثر العواصم تصعيداً تجاه ممارسات نظام الأسد، إلى درجة التهديد بزيادة العقوبات على روسيا والنظام.
في غمرة هذه الاستحقاقات الانتخابية، يصعّد نظام الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون من قصفهم للقسم الشرقي المحاصر من مدينة حلب، بعد حصار شديد امتد على مدى شهور، منعت خلاله المواد الإغاثية والطبية من الدخول إلى حلب، مع هجوم بري من قبل مقاتلي النظام وحلفائهم من وحدات الحماية الكردية.
في خضمّ كل هذه الأحداث، يبقى مستقبل مدينة حلب غامضاً، لا سيما وأن الاستحقاقات الحالية لم تترك مجالاً لتبيان ملامح المرحلة القادمة، بسبب غموض المواقف، سواء أكان في أمريكا التي وصل إلى رئاستها "ترامب"، والذي أعرب عن عدم رغبته في التصادم مع روسيا، فيما تبقى مواقف كل من فرنسا وألمانيا رهناً بالجهة التي ستفوز في الانتخابات، وهو ما يعطي النظام فرصة أخرى لتحدي المجتمع الدولي برمّته.
وفي محاولة لإيقاف المحرقة في سوريا، وفي حلب تحديداً، تقدّم محامون ألمان، الاثنين، بدعوى أمام النيابة الفيدرالية الألمانية، ضد رأس النظام بشار الأسد، بتهمة ارتكاب "جرائم حرب" في حلب. حيث قال محمد دايماغولر، أحد المحامين المدّعين، "إننا نشهد إبادة جماعية في حلب، بحركة بطيئة، وأشار إلى استهداف المستشفيات، وقصف المدنيين بالقنابل العنقودية، فضلًا عن التهجير القسري.
من جهته، دعا وزير الخارجية البريطاني "بوريس جونسون" أمس إلى "وقف فوري لإطلاق النار" في حلب، مطالباً روسيا وإيران باستخدام نفوذهما على نظام الأسد لتجنب "كارثة إنسانية".
وقال الوزير البريطاني في بيان له، إن "الهجوم ينذر بكارثة إنسانية"، وأضاف "أدعو هؤلاء الذين لديهم نفوذ على النظام، وخصوصاً روسيا وإيران إلى استخدامه لوقف الهجوم المدمر على شرق حلب، فيما طالب نواب بريطانيون رئيسة وزرائهم بضرورة التدخل لوقف التصعيد في حلب.
هذه التطورات الميدانية في حلب، تستدعي تدخلاً عاجلاً لإنقاذ الوضع، وهو ما يمكن أن يحصل في حال تأكد المجتمع الدولي من اختفاء العائلات الفارّة من حلب، وهو ما يبدو أن بريطانيا بصدد القيام به، من خلال المطالبات الأخيرة في البرلمان البريطاني، فيما صرّح نائب رئيس الوزراء التركي أن "تركيا ستتخذ الخطوات الضرورية إزاء الغارات على الجنود الأتراك في سوريا، بعد مراجعة سجلات الطيران"، وهو ما يمكن التكهن بأنه قد يتم في حلب، لتخفيف الضغط عنها.
حول إمكانية حدوث انفراج في "حلب"، من خلال تدخل تركي أو سواه، يقول (محمد الحسون) عضو الهيئة السياسية في منبج وريفها: "المهمة الحالية لدرع الفرات هي تحرير الباب، أما ما يساهم في فك الحصار عن حلب هو مركزية القرار، كما هو الحال مع (درع الفرات)"، ويتابع: "الثوار في حلب لا يمتلكون مركزية القرار، ولكن أغلب الظن أن تحرير الباب سيسهم في فك الحصار، كما سيحجم دور وحدات الحماية الكردية".
ظروف إنسانية بالغة الصعوبة عاشها أهالي حلب المحاصرون، زاد في وطأتها فصل الشتاء القارس، وانعدام الوقود للتدفئة، وهو ما يستدعي تدخلاً عاجلاً قد يكون الورقة الرابحة بيد كل من الرئيس الأمريكي (باراك أوباما) وأمين عام الأمم المتحدة، والذين يفترض أن يغادرا موقعيهما في مطلع العام الحالي، من أجل القيام بإنجاز لم يتمكنا من القيام به طيلة الفترة الماضية.

مقالات ذات صلة

قصف مجهول يستهدف معبر أبو الزندين شرق حلب

النظام يوصل قصفه على ريفي إدلب وحلب

مجهولون يغتالون رئيس التفتيش القضائي في "الراعي" شمال شرق حلب

شمال غرب سوريا.. قصف النظام يجبر نحو 6 آلاف مدني على النزوح باتجاه الحدود

توثيق مقتل 89 مدنيا في سوريا خلال تشرين الثاني الماضي

"الائتلاف الوطني": سوريا غير آمنة ويجب حماية السوريين العائدين من لبنان