بلدي نيوز – (ياسر الأطرش)
في حالة تؤكد ضلوع كل المؤسسات التابعة لنظام الأسد في قتل السوريين أو الترويج لقتلهم وشرعنته، أطلقت وزارتا الثقافة والسياحة في حكومة الأسد يوم أمس الثلاثاء، احتفالية "حلب عاصمة السينما السورية"، والتي تمتد – نظرياً- حتى الثلاثين من تشرين الثاني الجاري.
وفي الوقت الذي يتداول فيه العالم بأسره أخبار الموت القادم من حلب، تظهر وزارة ثقافة الأسد كشريك أساسي في التغطية على جريمة العصر، وكأنها رديف لوزارة الدفاع أو عنصر في آلة القتل، وتؤدي (بكل أمانة) دورها في الترويج لثقافة القتل والتغيير الديمغرافي وإرساء الطائفية!
وبحسب ما جاء في إعلام النظام، تهدف احتفالية "حلب عاصمة للسينما السورية" إلى "دعم صمود مدينة حلب وإعادة الألق إليها"!.. فيما تعاني الأحياء الشرقية المحررة انعداماً في كل وسائل الحياة وأساسياتها، ويستمر العدوان الروسي في عرض فيلم بشكل متكرر فيها بلا توقف، فيلم رعب لا يرغب أحد في العالم بمتابعته أو استمراره، وهم كذلك عاجزون عن إيقاف عرضه!..
أما الأفلام التي ستعرض في "الاحتفالية" فهي لكبار شبيحة الفن أمثال المخرج "المقاوم" الفلسطيني باسل الخطيب والمخرج الطائفي نجدة أنزور.
ومنذ يومين اختتمت وزارة سياحة الأسد "أسبوع الموضة" في مدينة اللاذقية، وأقيم عرض الأزياء من قبل "مجلس الشباب السوري" برعاية الوزارة، وبينما كانت العارضات تتعرين من ملابسهن، كانت تتم تعرية حلب من مشافيها وأبنيتها ومدارسها وكل مراكز خدمة الحياة والإنسان!.. في مفارقة تؤكد أن المجتمع أصبح ابعد ما يكون عن كذبة "اللحمة الوطنية" ومعاني الوحدة والمستقبل والمصير..
وكانت وزارة ثقافة الأسد أقرت مع مطلع العام الحالي مشروع إقامة عواصم ثقافية في المحافظات بحيث تكون دمشق عاصمة للموسيقا وحلب للسينما وحمص للقصة وحماة للفن التشكيلي وطرطوس للشعر ودرعا للخط العربي واللاذقية للرواية والقنيطرة لأدب المقاومة وريف دمشق للنحت والحسكة للنقد الأدبي.
ونسيت وزارة الثقافة، أن تسمي عواصم للحرية والكرامة والثورة (ولو حتى على مفهومها).. فيما يؤكد غياب هذه المعاني عن ثقافة الأسد والأسديين.