اندبندنت – (ترجمة بلدي نيوز)
رنا-أم لأربعة أطفال، تعيش في ضاحية جرمانا الآمنة نسبياً والتي لا تعاني من القصف- أخبرت الصليب الأحمر قائلة "عندما كان علينا النزوح إلى هذه المنطقة بحثاً عن نوع من الأمان، لم يكن لدينا ما يكفي من المال لاستئجار مكان أفضل، لم يكن لدينا حينها المال لشراء الفرش والبطانيات، أو ملابس الأطفال".
كان على رنا التخلي عن العمل كمدرّسة لرعاية أسرتها، ولكن الجدران غير المكسيّة للشقة التي يعيشون فيها والتي لم يكتمل بناؤها بعد لا تصلح للعيش، وخاصة مع بداية فصل الشتاء القارس، وكان على رنا وأطفالها الأربعة "هالة وعمر وعفاف وهبة" كان عليهم الاعتماد فقط على المساعدات الغذائية المقدمة من قبل الهلال الأحمر السوري.
وفي مبادرة مشتركة ما بين الصليب الأحمر النرويجي وعملاق الأثاث آيكيا، تهدف لإبراز واقع الحرب للمتسوقين لرؤية الأمر بأنفسهم، صممت الوكالة الإعلانية "POL" نسخة مماثلة طبق الأصل عن المكان التي أقامت فيه رنا وعائلتها تهدف إلى إبراز حقائق أهوال الحرب.
ودُعي المشروع باسم "25 متراً من سوريا"، والذي أخذ مكاناً بين صالات العرض الأخرى في المتجر الرئيسي لآيكيا خارج أوسلو، كذلك يضم المشروع قصصاً ومزيداً من المعلومات حول عائلة رنا والحرب السورية، مكتوبة على بطاقات المعلومات الأيقونية لذلك المشروع ذو مساحة 25 متراً مربعاً، ومرفقة كذلك بعبارات توضيحية تحثّ الناس على المساعدة والتبرع.
وقالت ماجا فولغيرو من الحملة في بيان لها "لقد كنا نعمل مع الصليب الأحمر لعدة أشهر، حيث كانت لدينا العديد من اللقطات من سوريا، ولكن مهما كانت تلك اللقطات عاطفية، فإنها ليست حتى بقريبة من ما يعيشه الناس في سوريا"، مضيفة: "لقد أدركنا بأننا نستطيع أن نقدم للنرويجيين تلك التجربة في آيكيا، ذلك المكان حيث نفكر ونخطط فيه لمستقبل منزلنا، حيث يخدم المشروع للتذكير المادي في الكمّ الذي نحن محظوظون فيه، والتفكير في معاناة السوريين".
لقد كانت النسخة المتماثلة لمنزل رنا مشروع توعية ناجح للغاية، فقد قال مبتكرو الحملة بأن 40000 شخص زاروا المحل الذي تم إنشاءه في أكتوبر، حيث كان أغلبهم يودون فقط رؤية ما يعيشه السوريون الآن في الواقع. كما قال الصليب الأحمر بأن الجهد الواسع لجمع التبرعات لحملات الإغاثة الإنسانية في سوريا وصل إلى نحو 19 مليون يورو.
وأضافت السيدة فولغيرو بأن "وضع ذلك المنزل السوري، بجانب أثاث المنازل الاسكندنافية كان من الواضح بأنه خطوة شجاعة من المخزن، كما أنه جعل من الأمر أكثر وضوحاً من أي إعلان تلفزيوني على الأهمية القصوى للتبرع والمساعدة".