بلدي نيوز – (علاء نور الدين)
قالت وكالة الانباء الروسية "تاس"، يوم الخميس، إن المجموعات الأولى ممن سمتها "مؤيدي الجماعات المتطرفة"، بدأت بمغادرة مدينة حلب يوم الخميس، ونسبت حديثها لتلفزيون الأسد.
وذهبت الوكالة لزج تلفزيون الأسد في كل تفصيل بالخبر، والذي وضعته في واجهة موقعها الرسمي باللغة الإنكليزية على شبكة الانترنت، مؤكدةً ووفقاً لما قاله تلفزيون النظام، على حد وصفها، أن "مجموعات منفصلة من المسلحين، بدأت بمغادرة مدينة حلب مع عائلاتهم من نقطة طريق الكاستيلو".
(بلدي نيوز) اطلع على تقرير الوكالة الروسية باللغة الإنكليزية، حيث لم تورد الوكالة عن تلفزيون النظام أي صور أو أي شريط مصور، لما نقلته مكتفيةً بصورة رمزية لشبيح، يحاول تقليد أحد مقاتلي الجيش الحر في درعا، أثناء وقوفه أمام مدرج بصرى الشام.
فتحاول الوكالة إظهار النظام وحكومته كمسيطرين على الأحداث، من خلال عرضها فتح المعابر وتأمين خروج "المسلحين" وغيرها من الأمور.
صورة مقلوبة!
في الوقت نفسه الذي تروج فيه وسائل الاعلامية الروسية أخباراً، تقول أن مصدرها هو تلفزيون النظام، ينقل إعلام النظام وتلفزيونه وشبكاته الإخبارية، نفس الخبر لكن مصدره هو الإعلام الروسي!
ففي حين تنقل وكالة الأنباء الروسية عن تلفزيون النظام، ينقل الأخير عن الإعلام الروسي نفس الأخبار، كتصريحات صادرة عن المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، وعن قائد العمليات في هيئة الأركان الروسية "سيرغي رودسكوي"!
حرب نفسية
لا يمكن أن تكون مثل هذه السياسية الاعلامية عرضية تماماً، فروسيا وإيران تسيطران حالياً على إعلام النظام بشكل أو بأخر، وقد تكون هذه عملية منظمة من طرف الروس، فالطرفان يكذبان، ويستخدم كل طرف الطرف الأخر كمصدر للمعلومات، والتصريحات بهدف إسباغ مصداقية على أخباره المختلقة، حيث يصعب على المتابعين الروس أو الغربيين التحقق من كلام النظام، ويصعب كذلك على المتابعين العرب تتبع كلام المتحدثين الرسميين الروس، ما يجعل من ذلك فرصة للنظام والروس لإغراق الفضاء الاعلامي الافتراضي بالأخبار الكاذبة، التي سوف تنقلها عنهما وكالات إعلامية أخرى، بحيث تشارك تلك الوكالات الإعلامية في الحرب النفسية والحملة الاعلامية الروسية بدون أن تدرك ذلك.
فتأكيداً لكذب الإعلام الروسي ونظيره الأسدي، وثق ناشطون من داخل أحياء مدينة حلب الشرقية المحاصرة بالصور والفيديو، خلو الممرات التي ادعى الإعلام الروسي، نقلاً عن تلفزيون الأسد من المدنيين والعسكريين على حد سواء، مؤكدين أنها مجرد فقاعة إعلامية، وحرب نفسية فكل ما تحدث عنه الروس والنظام ليس له أي دليل حقيقي على الأرض.