بلدي نيوز – (عمر يوسف)
منذ بدء عملية "درع الفرات" في أواخر شهر آب الفائت، عمدت القوات الكردية من ما يسمى بوحدات حماية الشعب، إلى إعلان انسحابها من مدينة منبج في ريف حلب الشرقي، وتوجيه قواتها إلى شرق الفرات، تماشيا مع الدور التركي الكبير، الذي يرفض أي وجود للقوات الكردية بالقرب من حدودها مع سوريا.
لكن المصادر العسكرية تؤكد أن منبج، فعليا، لازالت تحت سيطرة القوات الكردية، رغم ما أعلن عن أنها انسحبت من المدينة، وهو ما تؤكده التصريحات الأخيرة للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال الساعات القليلة الفائتة، عن عزم حكومته على إخراج الوحدات الكردية من المدينة، عقب تطهير مدينة الباب من تنظيم "الدولة"، ضمن مرحلة جديدة من عملية "درع الفرات"، التي تتم بتنسيق مع الجيش الحر في الشمال السوري.
وذهب الرئيس أردوغان إلى أبعد من منبج بقوله إن أنقرة تجري مشاورات مع الولايات المتحدة بشأن عملية عسكرية مشتركة لإخراج تنظيم "الدولة" من مدينة الرقة، وهي إلى جانب مدينة الباب من معاقل التنظيم الرئيسة في سوريا.
على الأرض تبدو عملية "درع الفرات" تتقدم بخطى ثابتة، خصوصا في جبهات ريف حلب الشمالي، بعد السيطرة على قرى إستراتيجية لتنظيم "الدولة"، أبرزها بلدة "دابق" التي تحظى بأهمية رمزية تاريخية كبيرة، وفي حال استمر النجاح عسكريا، سوف تنتقل العمليات إلى الريف الشرقي في حلب، حيث يوجد معاقل هامة لتنظيم "الدولة"، وأهمها مدينة الباب.
وفي حال السيطرة على "الباب" يمكن لدرع الفرات الاستمرار شرقا إلى منبج، التي تعتبر عقدة مهمة في ريف حلب الشرقي، فالمدينة كانت مركزا لصراع كبير بين القوات الكردية وتنظيم "الدولة" لعدة أشهر، وبعد حسم الصراع للأول، تقدمت تركيا بعملية كبيرة في الشمال السوري، عبر "درع الفرات"، لتقطع الطريق على ما يبدو على القوات الكردية.
وحول إعلان تركيا نيتها التوجه عسكريا إلى منبج، قال الصحفي السوري فراس ديب: "إن هذا الإعلان يأتي بالتوازي مع التفاهم التركي الروسي، على الرغم من عدم وجود مؤشرات رضى أمريكي عن تقدم تركيا باتجاه منبج، لكن يبدو أن نبرة صوت أنقرة أصبحت أعلى بعد لقاء بوتن- أردوغان".
وعن الأهمية التي تحظى بها منبج، قال "ديب" لبلدي نيوز "إنها تشكل عمقاً إستراتيجياً للأتراك، يقطع الطريق أمام أكراد حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يحاول به وصل عين العرب بعفرين".
ورأى "ديب" أن "حزب الاتحاد الديمقراطي سينتظر مؤشرات أمريكية يتحرك على أساسها، ولا يمكن التكهن بإمكانية دخوله بمواجهة مباشرة مع القوات التركية من عدمها".
