بلدي نيوز – طرطوس (حسام محمد)
قالت مصادر رسمية روسية أمس الاثنين، إن القاعدة العسكرية البحرية الروسية التي يصار إلى تأسيسها في طرطوس ضمن مناطق سيطرة نظام الأسد على البحر المتوسط، ستبقى مبدئياً لمدة نصف قرن، بعد أن كانت قد تداولت مصادر عسكرية روسية في وقت سابق تأكيدات بأن القاعدة ستبقى لأجل غير مسمى.
فلاديمير بوتين كان قد وقع يوم الجمعة 13 أكتوبر/تشرين الأول الحالي على القانون الخاص بالمصادقة على اتفاقية نشر مجموعة القوات الجوية الفضائية الروسية في أراضي سوريا إلى أجل غير مسمى.
سيناتور في البرلمان الروسي تحدث عبر قناة "روسيا اليوم"، قائلاً إن القاعدة الجديدة التي أنشأتها موسكو في طرطوس، حصلت على امتيازات مماثلة لتلك التي تم تأسيسها في وقت سابق في قاعدة حميميم العسكرية في اللاذقية، وإن مجلس الدوما الروسي سوف يصادق على قرار إبقاء القاعدة البحرية في طرطوس خلال شهر متيحاً بذلك بقاءها في سورية لمدة نصف قرن.
السيناتور الذي يشغل منصب النائب الأول لرئيس لجنة شؤون الدفاع في مجلس الشيوخ (الاتحاد) الروسي، قال: "استكمال المصادقة على الاتفاقية بين موسكو ودمشق حول نشر مجموعة القوات الجوية الفضائية الروسية في قاعدة "حميميم" الجوية بريف اللاذقية، من شأنه أن يؤدي لتسريع وتائر عملية إعداد الاتفاقية الخاصة بقاعدة طرطوس، للمصادقة عليها من قبل البرلمان الروسي".
وكانت وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت الاثنين الماضي، أنها ستقدم إلى البرلمان قريبا الوثائق الخاصة بإنشاء قاعدة عسكرية بحرية دائمة في ميناء طرطوس السوري، حيث يقع في الوقت الراهن مركز الإمداد المادي والتقني الروسي.
بدوره، قال الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور "فايز الدويري" لـ "بلدي نيوز" خلال اتصال خاص معه: "القوات الروسية في سوريا تسعى بشكل مكثف للمحافظة على مصالحها، وذلك من خلال تعزيز تواجدها في المياه الدافئة على البحر المتوسط".
وأضاف "الدويري"، من هذا المنطلق تعمل موسكو على ترسيخ حضورها العسكري في سوريا على الأرض، بحيث تأخذ في حسبانها وضع أي صعوبات جمة أمام أي حكومة سورية قادمة بعد سقوط نظام الأسد وإخراجها من دائرة صنع القرار.
وأكد الخبير العسكري، أن القوات الروسية تستغل وجود نظام الأسد في الحكم لترسيخ قواعدها العسكرية، وهي تعمل على مبدأ أن النظام خير وسيلة لتحقيق غايات موسكو في سوريا.
مراقبون للشأن السوري، أكدوا بدورهم أن سوريا اليوم تعد دولة دون أي حدود بحرية تربطها مع العالم الخارجي، فكافة الحدود الهامة والاستراتيجية باتت محتلة من قبل القوات الروسية تحت مسمى مكافحة الإرهاب.