بلدي نيوز –(نزار حمادي)
يعلق السوريين آمالا كبيرة على عملية "درع الفرات"، التي اطلقها الجيش الحر في 24/آب الماضي، بدعم من القوات التركية، في تحقيق ملاذ آمن للمدنيين وتوفير بعض الخدمات الضرورية، بانتزاع المنطقة الحدودية مع تركيا شمال حلب من يد تنظيم "الدولة"، ومنع تمدد ميليشيات "الوحدات الكردية" غرب الفرات بهدف ربط مدينتي (عين العرب وعفرين) شمال حلب.
فضلاً عن ايقاف المشروع الانفصالي لحزب الاتحاد الديمقراطي " ب ي د" يعول السوريين على "درع الفرات" كثيراً، في إيقاف تقدم النظام شرق حلب والضغط عليه لتخفيف الضغط عن جبهات حلب الأخرى.
فنجحت "درع الفرات" منذ انطلاقها وخلال مراحلها الثلاث في انجازات مهمة، تمثلت بالسيطرة على مدينة جرابلس وريفها وطرد كل من "تنظيم الدولة" وميليشيات "الوحدات الكردية" التابعة لحزب " ب ي د" من محيط المدينة، وتقدمت شمال حلب فوصلت مدينة اعزاز بجرابلس ، كما حررت فصائل الجيش الحر أكثر من 150 بلدة وقرية، كان آخرها تحرير بلدة دابق شرق اعزاز ذات المكانة والرمزية لدى عناصر التنظيم.
إلا أنه ومن أجل أن تحقق "درع الفرات" ملاذا آمنا للمدنيين شمال حلب، يجب أن طرد تنظيم "الدولة" من مدينة الباب شرق حلب، التي سوف سينطلق منها التنظيم بعمليات مباغته على مواقع الثوار، إن لم يتم تحريرها ما يعرض حياة المدنيين للخطر.
مدينة الباب وأهميتها
السيطرة على مدينة الباب بالنسبة للجيش الحر تعني اقتلاع تنظيم "الدولة" من أخر حصونه بريف حلب، وابعاد شبح هجماته المباغتة على القرى المحررة، خاصة وأن التنظيم يخوض معركة كبيرة في الموصل بمواجهة التحالف الدولي، وبالتالي فاحتمال انسحابه إلى سوريا كبير جدا ما يزيد في صعوبة المواجهة معه، وبالتالي لابد من استغلال النقص البشري في صفوفه خلال هذا المرحلة.
ويساعد تحرير الجيش الحر مدينة الباب للتفرغ لطرد ميليشيات "الوحدات الكردية" من المناطق التي سيطرت عليها سواء في ريف حلب الشمالي (مطار منغ ومدينة تل رفعت أو في الريف الشرقي مدينة منبج وقراها).
كما سوف يجعل الجيش الحر في مواجهة مباشرة مع قوات النظام المتواجدة جنوب بلدة تادف وداخل مطار كويرس، ما يعني منح الجيش الحر فرصة كبيرة لتخفيف الضغط على جبهات حلب الأخرى، التي تتعرض لهجوم شرس من النظام والميليشيات الطائفية.