بلدي نيوز- ريف دمشق (طارق الخوام)
بدأت أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية، بالارتفاع في مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وذلك مع اقتراب فصل الشتاء وتوقف حصاد معظم المحاصيل الزراعية، التي باتت الركيزة الأساسية الوحيدة، لأهالي الغوطة المحاصرة من قبل قوات النظام، منذ أربعة أعوام.
يقول السيد (أبو خالد) من مدينة سقبا في الغوطة الشرقية، لشبكة بلدي الإخبارية: "إن فصل الشتاء من أقسى الفصول التي تمر علينا في الحصار، بسبب طبيعته الباردة جداً في منطقتنا، وقلة محاصيله الزراعية، لذلك قمنا بتجفيف عدة أصناف من الخضراوات، الكوسا، الباذنجان، الفاصولياء وغيرها من البقوليات، لعلها تسهم في تخفيف العبء علينا".
يضيف (أبو خالد): "نحاول تدبر هذا الحال المأساوي، خاصة بعد سيطرة النظام على الخزان الزراعي في منطقة المرج، الذي أدى لخسارة الكثير من الأراضي الزراعية، وارتفاع سعر الحطب، وندرة وجوده، حيث وصل سعر الكيلو إلى 100 ليرة سورية، في حين كان سعره العام الماضي 60 ليرة سورية".
ووصفت (أم عمار) من أهالي مدينة دوما، معاناتها في فصل الشتاء: "إن أغلب التجار ينتظرون فصل الشتاء بفارغ الصبر لاحتكار البضائع ورفع سعرها، وأنا بعد استشهاد زوجي، أواجه الكثير من الصعوبات لتأمين احتياجات أطفالي من مواد غذائية وحطب للتدفئة وألبسة شتوية، فالأسعار لم يعد يتحملها العقل، وكيلو الطحين وصل سعره إلى 400 ليرة سورية، لكنني أجده أوفر من ربطة الخبز، فسعرها 350 ليرة سورية، ولا تكاد تكفيني يوما كاملاً مع أطفالي الأربعة".
وتضيف (أم عمار): "ذهبت قبل أيام لشراء معطف شتوي لطفلي الصغير الذي لم يتجاوز العامين، لأتفاجأ بأسعار الملابس الشتوية للأطفال، فأرخص معطف سعره 5000 ليرة سورية، لذلك قررت أن أبحث له في محلات الملابس المستعملة، وعدت بخيبة أمل كبيرة من السوق، لأنني تمنيت الكثير من الملابس لأطفالي، ولم أتمكن من شرائها لهم، بسبب غلاء سعرها، الذي لا يتناسب مطلقاً مع وضعي المادي السيء".
شتاءٌ رابعٌ يمر على أهالي الغوطة الشرقية، حاملاً معه هموم رجل يعمل جاهداً لتأمين الحطب والمواد الغذائية لعائلته، وامرأة دون معيل، تبحث عن فسحة أمل في واقعها المظلم، وطفل صغير، قتل الحصار براءته، ليغدو رجلاً صغيراً، حرمه النظام من أقل حقوقه، في حصار شديد لا يميز في قسوته بين الرجال والأطفال.