بلدي نيوز – حلب (نزار حميدي)
توقفت العملية التعليمية بشكل فعلي في الريف الشرقي لحلب عموماً منذ حوالي أربع سنوات، وذلك عقب تحرير المنطقة من قوات النظام، إذ تعمد القصف الجوي لطيران النظام استهداف المدارس بشكل مباشر سواء بالمدن أو بالريف، بحجة وجود المسلحين، فضلاً عن تحويل عدد من المدارس لمراكز إيواء لاستقبال النازحين من المناطق الأخرى، ورغم ذلك كانت هناك محاولات من المجالس المحلية لإعادة فتح المداس واستئناف التعليم، إلا أن تنظيم " الدولة" بعد سيطرته على المنطقة بشكل كامل مطلع عام 2014 منع فتح المدراس إلا بعد إخضاع المعلمين لدورات شرعية، وتدريس المنهاج المطبوع من قبله، إلا أنه لم ينجح في ذلك ليبقى الأطفال محرومين من التعليم طيلة تلك السنين .
تركة ثقيلة تواجه المعنيين في إعادة تفعيل العملية التعليمية في منطقتي "منبج" و"جرابلس" مع بدء العام الدراسي الجديد .
مدينة منبج التي سيطرت عليها ميليشيات "الوحدات الكردية" في 12/تموز من العام الحالي، بالإضافة لأكثر من 100 قرية تابعة لها، بعد اشتباكات مع تنظيم "الدولة"، دمر قصف طيران التحالف الداعم لتلك الميليشيات أغلب المدارس في مدينة منبج، (مدارس مدمرة: المدرسة الشرعية "دار الأرقم بن أبي الأرقم"، والثانوية الصناعية، مدرسة الثورة، مدرسة رياض العبد الله, ثانوية على بن أبي طالب، مدرسة محمد عقيل البيرم، ثانوية راغب هارون، مدرسة الغسانية ، مدرسة محمد أغيد الحسيني، ثانوية الايمان، وثانوية البنات).
إذ حمّل نشطاء من مدينة منبج القائمين على العملية التعليمية والميليشيات المسيطرة على المدينة المسؤولية عن استشهاد ثلاثة أطفال وجرح عدد آخر بانفجار لغم من مخلفات التنظيم في مدرسة "سيف الدولة" أثناء استقبال الطلاب لتسجيلهم، قبل مسح المدرسة وباحتها وتفكيك الألغام .
المجلس المدني المشكل من قبل "الوحدات الكردية" هو من يقوم بالإشراف على العملية التعليمية من خلال المجمع التربوي في منبج .
الأستاذ أحمد، وهو أحد المدرسين في منبج قال لبلدي نيوز: "قام المجلس المدني بتعيين شخصين في المجمع التربوي وهما من يدير المجمع بشكل فعلي فكان أول قرار لهم إغلاق المدارس الخاصة والمعاهد الخاصة، بحجة أن الدستور الفيدرالي لا يسمح بفتح مدارس خاصة إلا بعد الحصول على ترخيص من قبل اللجنة التربوية المختصة وفق الشروط والتعليمات الخاصة".
وأوضح الأستاذ "أحمد" أن المجمع التربوي أبلغ المعلمين أنه في العام الحالي سيتم تدريس المنهاج القديم الصادر عن وزارة التربية في النظام السوري، وأن رواتب المعلمين سوف تقوم مديرية تربية حلب بدفعها، وبالنسبة للمعلمين المقطوعة رواتبهم يجب تسوية أوضاعهم مع الجهات الأمنية المختصة لدى النظام السوري، الأمر الذي جعل نسبة كبيرة من المعلمين يمتنع عن الذهاب لحلب خوفا من الاعتقال، أو لعدم رغبته في التعامل مع موظفي النظام .
ومن جانبها مديرة إحدى المدارس في منطقة منبج، والتي فضلت عدم الكشف عن اسمها قالت لبلدي نيوز: "لم تبدأ العملية التعليمية بعد رغم فتح المدارس منذ أسبوعين، إذ لم نتسلم الكتب المدرسية بعد، بالإضافة للنقص في الكادر التدريسي" .
وأردفت أن "محاولة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي من خلال مندوبيه في المجمع التربوي، التحكم بالعملية التعليمة والسيطرة على قرارات المجمع وفرض سياسته، أعاق العمل، ونفر المعلمين" .
أما مدينة جرابلس الذي حررها الجيش الحر في 24/ آب الماضي، من تنظيم "الدولة" تبدو إعادة استئناف العملية التعليمة فيها أسهل، فهي لم تشهد قصفاً عنيفاً ولم تدمر مدارسها .
مشرف المجمع التربوي في جرابلس "مصطفى الجاسم" قال لبلدي نيوز : "يوجد /102/ مدرسة وثانوية في مدينة جرابلس وريفها، تقع قليل من تلك المدارس في قرى مازالت تحت سيطرة تنظيم "الدولة" أو ميليشيات "قسد" أما الباقي فهي في القرى المحررة من قبل الجيش الحر، قمنا بزيارة تلك المدارس وإحصاء احتياجات كل مدرسة خصوصا المدارس التي تحولت لمراكز إيواء سابقاً فهي بحاجة لإعادة تأثيث من جديد .
وأضاف "الجاسم": "قمنا بتأهيل عدد من المدارس استعدادا لبدء العام الدراسي الجديد والذي بدأ في 1 تشرين الأوّل/أكتوبر الحالي، أما حاليا نقوم بتأهيل 7 مدارس أخرى في جرابلس ومحيطها كخطوة أولى، وسوف نستكمل إعادة تأهيل كافة المدارس سواء في المدينة أو ريفها خلال المرحلة القصير المقبلة .
وأوضح "الجاسم" أن هناك بعض الصعوبات تواجه العمل منها النقص في الكادر التدريسي بسبب هجرة بعض المعلمين نتيجة الظروف الأمنية وتوقف التدريس في السنوات الماضية، بالإضافة لعدم توفر الإمكانيات حاليا لإعادة تأهيل جميع المدارس بشكل جيد وبالسرعة المطلوبة .
وأكد مشرف المجمع التربوي في جرابلس "مصطفى الجاسم" أن المكتب حاليا يعمل بتنسيق مع مديرية التربية في محافظة حلب الحرة والذي سوف يقوم بتأمين رواتب المدرسين وتزويد الطلاب بالمنهاج المعدل الصادر عن الحكومة السورية المؤقتة .
