تحذيرات من مجزرة تاريخية وحشية يحضّر لها الأسد - It's Over 9000!

تحذيرات من مجزرة تاريخية وحشية يحضّر لها الأسد

الاندبندنت – (ترجمة بلدي نيوز)
يناشد سكان مدينة حلب العالم أجمع بأن القنابل الفتّاكة الجديدة، المخترقة للأرض والمسمّاة بـ"الارتجاجية" والتي أطلق لها العنان من قبل النظام والصواريخ الحارقة المستخدمة على حلب "لا يمكن لها أن تصبح أمراً اعتيادياً جديداً".
فالديكتاتور السوري الأسد يودّ شنّ حملة عسكرية جديدة من أجل استعادة الأجزاء التي يسيطر عليها الثوار في حلب، قد توصف "بالوحشية جداً" والتي "سيتردد صداها في التاريخ".
فقد تصاعدت بشكل ملحوظ في الساعات ال 72 الماضية، حدّة الهجوم الجوي الذي شنّته قوات النظام يوم الخميس بدعم من الطائرات الروسية، وذلك بعد انهيار اتّفاق وقف اطلاق النار والذي توسّطت فيه كلّ من الولايات المتحدة وروسيا خلال فترة عيد الأضحى.
وفي تطوّر فتّاكٍ جديد على المدنيين في حلب، تغيّرت طبيعة حملات القصف الجويّ، إذ شوهدت الطائرات الروسية والسورية تُسقِطُ قنابل حارقة جديدة وصواريخ "خارقة للتحصينات" مخترقة الأرض في الأيام القليلة الماضية، تلك الصور التي شاركها شهود عيان، تبيّن آثار الحفر العميقة التي خلفتها تلك الهجمات، والتي تصل في بعض الأماكن حتى عمق خمسة أمتار.
"ليس هنالك من مكان للالتجاء إليه" يقول عمار سلمو، رئيس مجموعة الإنقاذ السورية "الخوذ البيضاء" في حلب، والمكوّنة من أفراد متطوعين لأعمال الدفاع المدني، "إن هذه القنابل الجديدة، تجعل المباني تهتزّ بشكل كبير، وحتّى أن بعضها انهار حتى من دون أن تُضرب بشكل مباشر، إن آثارها شديدة الضرر، إذ أن المدنيين لا يستطيعون الاختباء منها، ولا حتّى تحت الأرض".
وفي الوقت الحاليّ تبدو كلّ المحاولات الدبلوماسية لإعادة تثبيت وقف إطلاق النار في الصراع المستمرّ منذ ست سنوات تقريباً قد انهارت تماماً، كما يبدو بأن النظام الأسدي مصمم على سحق الثورة حتى آخر معاقل المعارضة الكبيرة في نهاية المطاف، والذي من شأنه أن يترك فقط عدداً قليلاً من جيوب المقاومة الغير الإسلامية المتناثرة في شمال وجنوب البلاد.
"إن الاستيلاء على مدينة حلب سيكون مفيداً جداً لنظام الأسد، إذ سيمكّنه من توطيد سيطرته على ما يسمى بـ"سورية المفيدة"، ولكنه ولذلك الهدف سيكون على حملته أن تكون حملة وحشية جداً، كذلك قال دبلوماسيّ مقرّب من عملية السلام، مضيفاً: "إن وحشية من هذا النوع ستذكر في التاريخ".
إنّ الهجمات الجوية الحالية على المدينة هي أسوأ هجوم واجهه 250،000 مدنيّ ما زالوا محاصرين في المناطق المطوّقة والتي تسيطر عليها قوات المعارضة في أيّ وقتٍ مضى، كما وصفته سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور بالهجوم "البربري"، وذلك في اجتماع طارئ لمجلس أمن لأمم المتحدة يوم الأحد.
وقال مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى السورية، ستيفان دي ميستورا بأنه شاهد مقاطع فيديو للقنابل الحارقة "التي كانت تخلق كرات ناريّة ملتهبة، من شدة كثافتها حيث كانت تضيء الظلام الدامس في شرق حلب، كما لو كانت السماء فعلاً في وضح النهار"، كما وصف دبلوماسي تلك هجمات الوابل الناري الحارق بأنه "الخطوة الأخيرة ما قبل السلاح النووي"!
وقد لاقى عمّال الإنقاذ صعوبة بالغة في إخماد تلك الحرائق الضخمة، والتي تضاف إلى المخاطر التي يواجهونها بالفعل في انتشال المدنيين من تحت الأنقاض، كما وأفادت تقارير لمنظمة الخوذ البيضاء والمركز الإعلامي في حلب والذي تديره المعارضة السورية بأن الفوسفور الأبيض والنابالم تم استخدمهم أيضاً في الهجمات الأخيرة.
كما أن البنية التحتية المدنية لمراكز الإنقاذ والمستشفيات كانت هدفاً واضحاً لتلك القنابل لقنابل، إذ كانت من بين المواقع الأولى التي ضربت، وفقاً لشاهدي عيان على الأرض، فقد دُمِّرَت محطة ضخ المياه الرئيسية في شرق حلب يوم الجمعة، الأمر الذي دفع المعارضة السورية إلى إغلاق الإمداد المائي عن بقية المدينة كورقة ضغط، إن هنالك مليونين من السكان الآن في حلب بدون مياه جارية.
كما أن سيارات الإسعاف التي تتبع لخدمة الانقاذ - المعروفة أيضاً باسم منظمة الخوذ البيضاء- أصبحت الآن غير صالحة للاستخدام بفعل الضربات الجوية، فضلاً عن اثنين من مراكز العلاج وعدة سيارات مدنيّة كانت تستخدم لنقل المرضى، فالشوارع مسدودة بالأنقاض، وقد قتل وجرح العديد من متطوعي الدفاع المدني والطواقم الطبية ورجال الإطفاء في المدينة، كذلك قتل أكثر من 200 مدني في تلك الغارات أو تم سحقهم تحت الأنقاض وذلك منذ منح بشار الأسد الموافقة على المضي قدماً في تلك العملية العسكرية الجديدة، كما أفاد عدد من المراقبين بأن تلك الضربات كانت قوية لدرجة أصبح فيها من المستحيل التوثيق الدقيق لأعداد القتلى والجرحى، يقول السيد سلمو بأن حلب الشرقية والتي يسيطر عليها الثوار باتت الآن أكثر شبهاً بالجحيم من تلك المدينة التي عرفها وترعرع فيها وأحبّها.

ويبدو أن حملة النظام السوري الجديدة تنتهج سياسة "الأرض المحروقة" والمصمّمة لتسبب أكبر قدر ممكن من البؤس الممكن لحمل الثوار وأي مؤيديهم المدنيين، على الاستسلام والخضوع، فقد شنّ جيش النظام أيضاً حملة برية -للمرة الأولى منذ عام 2012- واستولى على المخيم الفلسطيني في حندرات شمال المدينة، وحتى الآن فقد تم صدّه من قبل قوات الثوار في اشتباكات أخرى وقعت على عدة أطراف من شرقي مدينة حلب والتي يسيطر عليها الثوار.
إن كُلّاً من سفراء روسيا والنظام السوري في الأمم المتحدة قد أنكرا أن العمليات العسكرية تستهدف المدنيين عمداً أو تقوم باستخدام الأسلحة الحارقة، في حين دافع المندوب الروسي فيتالي تشوركين عن إجراءات حكومته في مواجهة اتهامات بارتكاب جرائم حرب من قبل كل من فرنسا وبريطانيا يوم الأحد، بل ذهب به الحدّ للقول بأن "الأسد قد أظهر "ضبط نفس يُحسدُ عليه" في محاربة الإرهابيين في شرق مدينة حلب، والذين يقومون باستخدام النساء والأطفال كدروع بشريّة"ّ!.
وأضاف أن النظام السوري قد قام بفتح ممرات "تضمن مروراً آمناً" للمناطق التي تقع تحت سيطرة نظام الأسد في حلب، على الرغم من العديد من التقارير من مدينة حلب المحاصرة والتي تفيد بأن بعض السكان الذين حاولوا عبور المتاريس خارج الحصار، قتلوا مباشرة على يد قناصة النظام، في حين أن بعض الجثث لا تزال ملقاة في الطريق حتى الآن، وحتى أن أقارب الشخص يخشون من تعرضهم للقتل إذا ما حاولوا استرداد أحبائهم.
وقد أعرب دي مستورا عن مخاوفه من أن معركة السيطرة على شرقي مدينة حلب يمكن لها أن تتحول إلى "حرب بطيئة، وطاحنة، وقتالاً في الشوارع على مدى أشهر، إن لم يكن سنوات"، فقد نجحت تلك الاستراتيجية لصالح نظام الأسد في أماكن أخرى في ظل الصمت والتخاذل الدوليّ.
إن آخر حي يسيطر عليه الثوار في حمص، والذي كان سابقاً مرتعاً للمقاومة ضد نظام الأسد، أصبح الآن فارغاً بعد خروج 300 مقاتل من المعارضة مع عوائلهم منه، ونقلهم في حافلات نحو الشمال في اتفاق الأسبوع الماضي.
إن المدنيين في مدينة حلب قلقون من أنه إذا ما استمر ذلك المستوى غير المسبوق من العنف العسكري ضد السكان المحاصرين، سينظر إليه فيما بعد من قبل المجتمع الدولي كـ "معيار اعتياديّ جديد".
"أنا لا أعرف ما سيحدث لنا بعد ذلك، إلى أين قد نذهب" يقول السيد سلمو رئيس مجموعة الإنقاذ السورية "الخوذ البيضاء"، مضيفاً: "لا توجد من وسيلة أخرى بالنسبة لنا سوى الانتحار، وأتوقع أن نرى هذا يحدث قريباً هنا".

مقالات ذات صلة

آخر تحديث.. "ردع العدوان" على بوابة حلب أهم المواقع التي سيطرت عليها

استهداف موقع لقوات النظام داخل مدينة حلب ومقتل ضابط برتبة عميد

آخر التطورات.. المناطق التي سيطرت "ردع العدوان" في يومها الثالث

تجاوزت المئتين.. وسائل إعلام موالية تنشر اسماء قتلى النظام في "ردع العدوان"

نظام الأسد يدين دعم الولايات المتحدة الأمريكية لأوكرانيا بالصواريخ البالستية

شهداء وجرحى بقصف النظام على مدينة الباب شرق حلب