بلدي نيوز – حلب (نزار حميدي)
سيطرت ميليشيات "قسد" والتي يشكل عناصر ميليشيا الوحدات الكردية التابعة لحزب PYD العماد الرئيس لتلك الميليشيات، على أغلب ريف منبج على عدة مراحل منذ سيطرتها على سد تشرين في 26 كانون الأول 2015.
ثم حملتها العسكرية للسيطرة على مدينة منبج، بدعم جوي وبري من قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن في 31/آيار الماضي، سيطرت خلالها على أكثر من 140 قرية، بالإضافة للسيطرة على مدينة منبج في 12 تموز الماضي .
ومنذ سيطرتها على هذه المنطقة، وهي تحاول تجنيد أبناءها تارة بالترغيب وتارة بالترهيب، والزج بهم إلى جبهات القتال خدمة لمشروعهم الانفصالي .
لتبدأ تلك الميليشيات مؤخراً حملة منظمة للتجنيد الإجباري تستهدف الشباب والشابات بعمر ما بين 17- 32 من أبناء منبج وقراها بحجة الحماية الذاتية من هجمات تنظيم "الدولة" أو الجيش الحر على حد زعمهم
مصادر محلية أكدت لـ بلدي نيوز، بدء ميليشيات (قسد) بحملة للتجنيد الإجباري استهدفت قرى ريف منبج، حيث قامت تلك الميليشيات وبمساعدة عملاء من ابناء المنطقة كانت قد جندتهم سابقاً، بجولات على القرى وجمع البطاقات الشخصية للشبان بين 17-32 عاماً ثم الطلب منهم مراجعة مراكزها ليتم سوقهم للخدمة، أو دفع مبلغ مالي كبدل خدمة للأشخاص الذين لا تسمح ظروفهم بالخدمة، وهذا ما حصل في قرية العلوش التابعة لناحية أبو قلقل، والتي قامت ميليشيات قسد بتاريخ 20/ أيلول باعتقال 27 شاباً من أبناء القرية وسوقهم للخدمة الاجبارية، والحال كذلك في العديد من القرى مثل، غرة كبير، وغرة صغير، خفية أبو قلقل، بوزكييج، تل عرش، غرة الماشي والكثير من القرى الواقعة تحت سيطرة تلك الميليشيات .
من جانبه الاستاذ (محمد الحسين) من أهالي ريف منبج قال لـ بلدي نيوز:" إن ميليشيات قسد ومنذ بداية سيطرتها على المنطقة، مارست أساليب عديد للضغط على الأهالي ودفعهم لتقديم أحد أبنائهم للتجنيد في صفوف تلك المليشيات" .
وأوضح (الحسين) من أبرز هذه الأساليب منع الأهالي من العودة إلى قراهم بحجة عدم التعاون في مواجهة "الارهاب" على حد وصف تلك الميليشيات، وتقديم كل أسرة واحد على الأقل من أبناءها، المضايقات التي يعاني منها الأهالي أثناء تنقلهم بين القرى وتوجيه الإهانات والاتهامات للأهالي الذين ليس لديهم مقاتل في صفوف تلك الميليشيات، أيضاً الاذلال والكلمات النابية أثناء المراجعات وإهمال الشكاوى المقدمة من قبل أشخاص لا يوجد من أفراد أسرهم مقاتل مع تلك الميليشيات، كذلك أخذ مبلغ 100دولار أمريكي لإزالة الألغام من المنزل أو محيطه إذا لم يكن لديك مقاتل معهم، ناهيك عن سوء المعاملة والاعتقالات التعسفية، ومصادرة السيارات، وتجريف المنازل لمن يبدي أي معارضة لسياساتهم وتصرفاتهم .
أحمد(26) عاماً وهو أحد الشبان الذين تمكنوا من الهرب والوصول إلى مناطق سيطرة الجيش الحر، قال لـ بلدي نيوز:" تقوم ميليشيات قسد باعتقال الشباب وتجنيهم بشكل إجباري، ثم يقوم إعلامها بتصويرهم على أنهم منظمون جدد الى صفوفها" .
وأكد (أحمد) أن حالة من الاحتقان تعيشها منطقة منبج لكثرة الانتهاكات التي تقوم بها ميليشيات "قسد" وخصوصاً التجنيد الاجباري، فاكثير من الشباب ينتظرون قدوم الجيش الحر لينضموا إليه في القتال ضد تلك الميليشيات وتخليص المنطقة منهم .
وتعتبر عمليات التجنيد الاجباري التي تقوم بها ميليشيات "قسد" انتهاكاً صارخ لكل القوانين والأعراف إذا لا يمكن لأي فصيل إجبار الناس على القتال والانخراط في مشروعه، فكيف إذا كان هذا المشروع يهدف إلى الانفصال وتقسيم البلد، بالإضافة لتغيير الديمغرافية السكانية من خلال التهجير وتجريف القرى .