بلدي نيوز – (المحرر العسكري)
كثف النظام وروسيا قصفهما على مدينة حلب، حيث شنا العشرات من الغارات خلال الساعات الماضية، لتترافق هذه الحملة الجوية بانتشار شائعات حول نوعية جديدة من القنابل أشيع أن النظام وروسيا يستخدمانها أطلق عليها اسم "قنابل ارتجاجية".
مصطلح "قنابل ارتجاجية " تناقله ناشطون بدون أي تدقيق أو تحقق، وأبرز ما انتشر عنها أنها قنابل أمريكية بزنة طنين ونصف، ومخصصة ضد الملاجئ وموجهة بالليزر، وما إلى هنالك من الحديث بدون أي تأكيدات أو مصادر، أو حتى بقايا للقنبلة أو الصاروخ، ليمكن تمييز نوع القنبلة بناء عليه.
أول نفي للشائعات هو أن القنبلة التي ذكرت هي قنبلة أمريكية، فكيف تلقيها الطائرات الروسية! إضافة إلى أن الطائرات الروسية المنشورة في سوريا لا تستطيع حمل قنابل بزنة أكثر من 1500 كغ، فكيف تحمل قنبلة وزنها طنان ونصف! ولم يسجل أي نشاط لطائرات أمريكية في المنطقة.
ثم إن القنابل "الارتجاجية" المذكورة مخصصة لخرق ملاجئ على عمق عدة أمتار من الإسمنت المسلح، أو ضعف ذلك على الأقل من التربة، و لكن معظم ما شوهد من حفر لا يتطابق مع هذا التوصيف.
ما هي القنابل التي استخدمت؟
تحديد نوع القنبلة التي ضربت المكان يتطلب العثور على أجزائها أولاً، ثم تحليلها لمعرفة نوعها، الفكرة الأهم أن الحفرة التي تسببت بها القنبلة ليست حدثاً جديداً، فقد أحدث القصف في الكثير من المناطق في سوريا حفراً أكبر من هذه الحفرة، سواء بالقنابل أو الصواريخ الباليستية، وخاصة صواريخ سكود.
فهناك العشرات من الفيديوهات التي تظهر حفر خلفتها القنابل، وصواريخ سكود بعضها يتجاوز عمقه خمسة أمتار، وبقطر يتجاوز العشرين متراً، فهذا أمر مرتبط بعدة عوامل، طبيعة التربة في المنطقة، وحجم ونوع القنبلة.
فقنبلة (شديد الانفجار) زنة 500 كغ، من التي يستخدمها النظام منذ ست سنوات، قد تحدث حفرة مماثلة في منطقة تربتها طينية رخوة، إضافة إلى أن القنابل "المضادة للمدرجات"، التي استخدمها النظام بكثافة في عدة مراحل من المعارك في سوريا تستطيع التسبب بحفر أكبر، فهي مخصصة للتسبب بأضرار صعبة الإصلاح في مدرجات المطارات.
كذلك يمتلك النظام واستخدم سابقاً قنابل زنة 1500 كغ (بعضها روسي موجه بالليزر KAB-1500) لضرب بعض الأهداف في سوريا*2، لكن طبيعة الهدف التي هي منطقة سكنية تلغي تقريباً احتمالية استخدامها في هذه الغارة*1، بسبب محدودية الأعداد التي يمتلكها النظام من هذه القنابل، (يوجد قنابل زنة 1000 كغ سوفيتية، لا يعرف الكثير عن استخدامها في سوريا).
طبيعة الطائرات المشاركة في القصف تؤكد أن القنابل المستخدمة وزنها أقل من 1500 كغ، بسبب عجز طائرات النظام والطائرات الروسية المنشورة في سوريا، عن حمل قنابل تتجاوز أوزانها 1500 كغ، والحاجة لقاذفات استراتيجية لحمل قنابل أكبر (الأمر الذي لم يسجل أثناء حملة القصف اليوم) ويؤكد أن الغارات حدثت بإحدى أنواع القنابل المذكورة سالفاً، وليس بقنابل أمريكية موجهة بالليزر.
أي أن القنابل المستخدمة قد تكون قنابل (شديدة الانفجار)FAB زنة 500 إلى 1500 كغ غير موجهة، أو قنابل موجهة KAB زنة 500 أو 1500 كغ، ويوجد احتمال لاستخدام قنابل مضادة للمدرجات BETAb زنة 500 كغ. وهي أنواع ذخائر جوية يستخدمها النظام منذ بدأ بحملته الجوية في سوريا منذ 6 سنوات، ولا سلاح جديد في حملة النظام الأخير سوى سلاح الحرب النفسية "الذي يبدو أنه يجيد استخدامه".
هوامش:
التوصيف الأدق لهذه القنابل هي (قنابل خارقة للتحصينات) وليس ارتجاجية.
*1 تحدثت بعض المصادر عن امتلاك النظام لقنابل زنة 1500 كغ، غير موجهة صينية الصنع، استخدمها مع قاذفات سوخوي 24 .
*2 المنطقة المقصوفة لا تحتوي أي مركز مهم لأي فصيل ما يلغي فكرة القصف الأمريكي.