شهدت الأسواق السورية في الآونة الأخيرة انخفاضاً ملحوظاً في أسعار الفروج الحي، حيث وصلت الأسعار إلى 24 ألف ليرة سورية للكيلو. تباينت الآراء حول أسباب هذا الانخفاض، حيث ربط البعض بينه وبين انتشار وباء الكبد في قطعان الفروج، بينما عزاه آخرون إلى زيادة الإنتاج خلال فصل الصيف وقلة الطلب بسبب تدني الدخل.
أوضح مدير الصحة الحيوانية في وزارة الزراعة، باسم محسن، أن السبب الرئيسي لزيادة العرض ليس الذبح العشوائي كما يشاع، وإنما يعود إلى عودة عدد كبير من المربين إلى العملية الإنتاجية بسبب الأرباح الجيدة التي حققوها في الشتاء والربيع الماضي. وقد اعترف محسن بوجود التهاب الكبد في بعض المناطق، لكنه أكد أنه ضمن الحدود الطبيعية ولا يستدعي الذبح الإلزامي.
أشار محسن إلى أن بعض المزارع تواجه إصابات بمرض التهاب الكبد بسبب عدم الالتزام ببرامج التحصين، مما يزيد من ضعف المناعة لدى الطيور. كما حذر من أن استخدام أعلاف غير متوازنة قد يؤدي إلى تفاقم الوضع الصحي للقطعان.
مدير الإنتاج الحيواني في وزارة الزراعة، محمد خير اللحام، أفاد بأن عدد منشآت الدواجن العاملة في سورية زاد من 4350 إلى 5300 منشأة، مما يعكس استقرار القطاع وعودة المربين. كما ارتفع إنتاج لحم الفروج من 18.6 مليون طن إلى 22 مليون طن سنوياً.
بينما أكد العديد من المربين على عدم وجود إصابات مؤثرة، أشاروا إلى أن الانخفاض في الأسعار يعود إلى زيادة الإنتاج وقلة الطلب. وفي هذا السياق، صرح أبو معروف، مسوق للفروج، أن هذا الأمر معتاد حيث تنخفض الأسعار خلال أشهر الصيف بسبب زيادة العرض.
أكد بعض المربين أن اهتمامهم بتربية الفروج واتباعهم لمعايير الإنتاج الجيدة قد يمكنهم من تحقيق أرباح جيدة، تتراوح بين 50 إلى 70 بالمئة في حال توفير المستلزمات المناسبة. وفي ظل الظروف الحالية، يتوقع المربون ارتفاع الأسعار مرة أخرى بعد فترة نتيجة قلة العرض.
يبدو أن انخفاض أسعار الفروج في الأسواق السورية يعكس توازنًا بين العرض والطلب، مدفوعًا بعودة العديد من المربين إلى السوق وزيادة الإنتاج. بينما يشير الخبراء إلى أهمية تحسين ظروف التربية والتزام المربين ببرامج التحصين لضمان جودة الإنتاج وصحة القطعان.