تعد الهجمات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية التي وقعت ليلة السبت-الأحد تصعيداً كبيراً في العمليات العسكرية بين إسرائيل و"حزب الله"، حيث استهدفت هذه الغارات "العنيفة" مناطق حساسة تعتبر معاقل رئيسية للحزب. التحذيرات المسبقة التي أصدرتها إسرائيل بإخلاء بعض الأحياء لم تمنع من وقوع أضرار جسيمة في المباني والمرافق الطبية، مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني.
تفاصيل الهجمات وآثارها
وفقاً للإعلام اللبناني، شن الطيران الإسرائيلي خمس غارات استهدفت مناطق جنوب بيروت، بما في ذلك أربع ضربات مركزة على الضاحية الجنوبية، وغارة أخرى على منطقة الشويفات. الصور التي وثقتها وسائل الإعلام أظهرت كرات ضخمة من اللهب وسحباً كثيفة من الدخان، فيما استمر تصاعد ألسنة النار لأكثر من 40 دقيقة بعد القصف، مما يعكس حجم الدمار الذي خلفته الضربات.
الهجوم أثر على سكان المناطق المجاورة، حيث شوهد المئات وهم يفرون مذعورين من منازلهم في منطقة صبرا، المجاورة للضاحية، هرباً من الانفجارات. العديد منهم لجأ إلى الدراجات النارية أو ساروا على الأقدام في محاولة للابتعاد عن مواقع الغارات.
الأوضاع الإنسانية في المستشفيات
مع ازدياد وتيرة الغارات، تعاني المستشفيات اللبنانية من ضغوط هائلة في ظل تصاعد أعداد الجرحى والمصابين. وأعلنت أربعة مستشفيات على الأقل تعليق خدماتها نتيجة الأضرار الجسيمة التي لحقت بها، مثل مستشفى سانت تريز الذي تعرض للقصف وتدمير معداته الطبية، مما يجعله بحاجة إلى عملية إعادة تأهيل شاملة.
هذا التصعيد العسكري يأتي في سياق حملة إسرائيلية مستمرة منذ 23 سبتمبر، تستهدف مواقع البنية التحتية والمرافق التابعة لـ"حزب الله" في لبنان. الحملة أدت حتى الآن إلى مقتل أكثر من 1100 شخص في لبنان، بحسب البيانات الحكومية، وتسببت في نزوح أكثر من 1.2 مليون شخص، أي نحو ربع سكان البلاد.
الأبعاد السياسية والعسكرية
تعتبر الضاحية الجنوبية معقلاً استراتيجياً لحزب الله، ولذلك فإن قصفها يمثل رسالة قوية من إسرائيل تستهدف إضعاف نفوذ الحزب ومقدراته العسكرية. ولكن هذه الهجمات تحمل في طياتها مخاطر كبيرة قد تدفع بالصراع إلى مستويات جديدة من التصعيد، حيث يتوقع أن يرد حزب الله على هذه الهجمات بعمليات انتقامية، مما قد يؤدي إلى توسيع دائرة العنف.
في ظل هذا التصعيد، تزداد التحديات أمام الحكومة اللبنانية التي تحاول إدارة أزمة إنسانية متفاقمة مع محدودية الموارد الطبية والبنية التحتية المتضررة بشدة، ما يزيد من احتمالية انهيار الخدمات الأساسية في البلاد.