وجهت "الجمعية الأميركية للبحوث في الخارج" نداء عاجلا لترميم معبد "بل" في مدينة تدمر السورية، والحفاظ عليه باعتباره موقعا تراثيا عالميا. وفي ورقة جديدة بعنوان "مستقبل معبد بعل في تدمر بعد تدميره" نشرتها مجلة الجمعية، يجادل المؤلفان مأمون عبد الكريم وجاك سين بأن هناك حاجة ملحة للتدخل في استعادة المعبد، وتسهيل عودة سكان تدمر، لضمان استمرار وجود هذا الموقع التراثي العالمي. وفق موقع "phys.org
تسببت القنابل التي فجرها "داعش" في صيف عام 2015 في أضرار جسيمة لمعبد بعل، لكنها لم تنجح في تدمير الهيكل بالكامل. استطاع المتخصصون الذين زاروا الموقع بعد خروج التنظيم عام 2016 أن يؤكدوا أن جدران السيلّا قد انهارت، إلى جانب أعمدة الأروقة المحيطة، لكن بوابة غربية كبيرة وأساسات جدران المعبد بقيت سليمة. ومع ذلك، يكتب عبد الكريم وسين، أن الدمار الذي لحق بالهيكل أثر بشكل كارثي ليس فقط على الموقع نفسه ولكن أيضًا على حياة المواطنين المحيطين به. ويضيف الباحثان أن عودة مجتمع تدمر أمر بالغ الأهمية، "ليس فقط لأنهم مصدر للعمالة والخبرة العملية، ولكن أيضًا بسبب ذاكرتهم الجماعية وملكية الموقع. فهم جزء من قصته."أواخر العام الماضي، قالت وكالة "تاس" الروسية إن متخصصين في الآثار من روسيا وسلطنة عُمان سيشاركون في ترميم نحو 200 قطعة أثرية سورية، بما في ذلك آثار تدمر.
ونقلت الوكالة عن مدير عام متحف "الأرميتاج" الحكومي الروسي، ميخائيل بيوتروفسكي، أنه من "غير المستبعد أن يتعاون المختصون العمانيون مع متحفه في تنفيذ المشروع الروسي السوري الخاص بترميم قوس النصر في تدمر". وسيقوم المرممون من متحف عمان الوطني ومتحف "الأرميتاج" في مسقط بترميم نحو 200 قطعة أثرية، بما فيه آثار تدمر، وفق ما ذكر مدير عام المتحف الوطني لسلطنة عُمان، جمال الموسوي، في حفل توقيع الاتفاقية مع متحف "الأرميتاج"، على هامش "منتدى بطرسبورغ الثقافي الدولي". وقال الموسوي "تلقينا منذ عامين تماثيل تدمر لترميمها في مسقط، وشارك في ذلك زملاؤنا من متحف الأرميتاج، وسنتلقى العام المقبل دفعة أخرى من القطع الأثرية من سوريا تتضمن 200 قطعة". وفي آب 2020 صممت موسكو نموذجاً ثلاثيَ الأبعاد عن دمار تدمر التي سلمها النظام لتنظيم الدولة، وتسلمها منه مرتين خلال عامي 2015- 2016 قبل أن يستعيدها النظام في آذار 2017. ويظهر النموذج الذي وصفه الإعلام الروسي بـ "الإنجاز والهدية" صوراً للأماكن الأثرية التي تعرضت للتدمير في المدينة. وتسعى روسيا من هذه الخطوة للفت نظر العالم إلى دمار تدمر بهدف جلب تمويل إعادة الترميم، بحسب تصريحات مسؤوليها، وذلك بعد توقيعها اتفاقيات مع النظام السوري لإثبات وصايتها على آثار تدمر.