تقارير ترصد عمالة الأطفال في التسول في أسواق العاصمة دمشق - It's Over 9000!

تقارير ترصد عمالة الأطفال في التسول في أسواق العاصمة دمشق

 رصدت مواقع موالية  تزايد عدد المتسولين ضمن الأسواق الشعبية في دمشق مع اقتراب شهر رمضان  والذي يعد من الظواهر المعتادة سنوياً، لكن عدد الأطفال العاملين في التسول بات ملفتاً نظراً لوجودهم بشكل مجموعات عند إشارات المرور والأسواق، ويلاحظ عليهم أنهم غالباً حفاة، وبملابس بالية ورقيقة لا ترد البرد. إحدى الفتيات الصغيرات اللواتي يعملن بالتسول تقبل بالحديث مقابل مبلغ مادي، وتقول إنها تخبئ حذاءها قبل أن تبدأ بالتسول، فمن يراها “حفيانة” سيعطيها أكثر وقد تعلمت ذلك من والدتها التي تجلس في المنزل بمنطقة المعضمية منتظرة عودة أطفالها من العمل، وتضيف الفتاة: “نغسل أيدينا وأرجلنا ونبدل ثيابنا بمجرد العودة للمنزل، وفي الصباح نعود لارتداء الملابس الخاصة بالعمل ونغادر وأخبئ حذائي في كيس عند أختي التي تحمل حقيبة قديمة”. طفلة أخرى تقول بأنها “تموت من البرد” كل يوم، لكن الحصول على المال من أجل مساعدة والدتها ضروري، وكعادة المتسولين، هناك حكاية شبه ثابتة العناصر تتمثل بغياب الأب (وفاة – فقدان – طلاق)، واضطرار الأطفال لترك المدرسة والعمل التسول، وقد يصل الدخل اليومي لـ 100 ألف يومياً.
ويقول مسعود وهو طفل يعمل بالتسول: “في رمضان يكثر الدخل الذي نحصل عليه، فالناس تعطي أكثر من بقية الأيام، وقبل العيد يصبح الدخل أكبر بكثير، خاصة حين الاقتراب من رجل او امرأة تصطحب أبناءها لشراء ملابس العيد”.
يُلمس لدى الأطفال المتسولين شيء من الوعي، فالفتيات منهم لا يقبلن الاقتراب من أي سيارة يطلب سائقها منهن الصعود إليها، ولا يقبلن المغريات المادية التي قد تعرض عليهن من قبل الشبان أو المراهقين الذين قد يحاولون التحرش بهن مقابل المال، وغالبا ما تبقى المتسولات الصغيرات بالقرب من أخوتهن الأكبر سناً سواء كانوا فتيات أو صبيان.
على أوتستراد المزة، وضمن المنطقة الممتدة من إشارة الرازي وحتى إشارة الأكرم “حوالي 2 كم”، أحصينا وجود 51 طفلاً يتسولون، موزعين على شكل مجموعات صغيرة قرب إشارات المرور وعلى الأرصفة بالاتجاهين، وهم يراقبون إشارة المرور حتى تصبح حمراء لينتشروا بين السيارات طالبين نقود، وضمن منطقة تحت جسر الرئيس أحصى مراسل “أثر” وجود ما يقارب 60 طفلاً مختلفين، تتوزع أعمارهم بين 7-11 عاماً.
لا يختلف الحال كثيرا في منطقة المرجة، ومنطقة “جسر الثورة” وسوق “الحميدية” والبرامكة، وساحة المحافظة والشعلان، فأعداد الأطفال هناك أكثر من أي مكان آخر، والوقوف لعدة دقائق في أي من هذه الأماكن يمكن من إحصاء العشرات من الأطفال المتسولين، الذين تنتشر ظاهرة التدخين بينهم، فمنهم من يلتقط أعقاب سجائر بعد رميها من قبل المارة، ومنهم من يشتري علب سجائر من “البسطات”، وكانت تقارير إعلامية تحدثت عن “شم الشعلة“، اللاصق الذي تنبعث من احتراقه أبخرة مخدرة.


مقالات ذات صلة

تحسن واقع إنتاج أسطوانات الغاز ليصل الإنتاج اليومي بدمشق لأكثر من 20 ألف أسطوانة يومياً

بيدرسون يؤكد على ضرورة التهدئة الإقليمية مخافة امتداد التصعيد إلى سوريا

بدرسون يصل دمشق لإعادة تفعيل اجتماعات اللجنة الدستورية

مطالبات بإعادة إحياء صناعة الأحذية في سوريا

سفير إيطاليا لدى النظام "أبدأ بحماس مهمتي في دمشق"

قاطنو العشوائيات في دمشق"روائح كريهة وانتشار للقوارض ومعاناة مستعصية"