معلولا ... وحلم العودة الذي يطارده النظام وحزب الله - It's Over 9000!

معلولا ... وحلم العودة الذي يطارده النظام وحزب الله

 سيطر النظام على معلولا في منطقة القلمون بريف دمشق منذ ما يقارب العشر سنوات ،فمنع عدد كبير من عائلاتها  من العودة إلى منازلهم حتى الآن، فيما سمح لعائلات أخرى بالعودة منذ الأيام الأولى لاستعادة السيطرة على المدينة. حيث نزح نحو 5000 من أهالي معلولا إلى مناطق دمشق وريفها وبعضهم إلى بلدة عرسال اللبنانية بعد اندلاع المعارك بين قوات النظام وفصائل المعارضة، والتي انتهت بسيطرة الأخيرة عليها مرتين، آخرها في كانون الأول 2013. استعاد النظام السيطرة على معلولا منتصف نيسان 2014، وسمح للعائلات بالعودة إلى بيوتهم، لكنه تعمّد عرقلة عودة بعضهم، بحجة أنهم كانوا متعاملين مع فصائل المعارضة السورية خلال سيطرتها على معلولا. وبعد ضغوطات كبيرة من الأهالي ورجال الدين المسلمين والمسيحين في معلولا، وافق النظام السوري، في تشرين الثاني الماضي، على السماح بعودة النازحين إلى بيوتهم، لكن بموجب “موافقة أمنية”. وذكر مصدر محلي في معلولا، أن الحصول على الموافقة الأمنية يتطلب من كل شخص يريد العودة يزيد عمره عن 18 عاماً، وليس للعائلة بكامل أفرادها. ويتطلب من طلب للموافقة الأمنية تحضير عدة وثائق، منها وثيقة غير محكوم، بيان عائلي، إثبات ملكية المنزل في معلولا، آخر فاتورة كهرباء ومياه. وأفاد المصدر أنه بعد تجهيز الوثائق المطلوبة يقوم الشخص بمراجعة رئيس مفرزة الأمن العسكري الجديد في منطقة القطيفة، والملكلف بإدارة ملف عودة أهالي معلولا، المقدم شريف مخلوف. وأكد المصدر الخاص أن رئيس مفرزة القطيفة رفض طلبات عائلات عدة بشكل كامل، فيما رفض بعض الأفراد في عائلات أخرى. وقال مدنيون عدة إنه تم رفض طلبهم للعودة إلى معلولا أكثر من مرة، معتبرين أن “الموافقة الأمنية وضعت لتعرقل عودتهم”. وذكر مصدر مطلع أن العميد مخلوف كلّف ميليشيا محلية في معلولا تحمل اسم “اللجان الشعبية” بإجراء الدراسات الأمنية عن الراغبين بالعودة إلى معلولا، وموافقتها عليهم.

كما أكدت المصادر أن النظام“شكّل لجان شعبية من شبان المدينة، وحرضهم لمضايقة بعض العائلات ممن عادوا مؤخراً، وإجبارهم على الرحيل عن البلدة. حيث حصلت عدة حوادث خلال الشهور الأخيرة، بعد إعلان النظام بالسماح بعودة أهالي معلولا النازحين. ففي 17 تشرين الثاني الماضي، هاجم شبان من “اللجان الشعبية” منزل عائلة عادت مؤخراً لمنزلها وسط ساحة معلولا، وحطموا الزجاج وقاموا بالتهجم على سيدة واجهتهم.  والعائلة التي تعرضت للمضايقة، سُمح للزوجة وثلاثة من أبنائها بالعودة، فيما لم يحصل الأب وأحد الأبناء على الموافقة الأمنية من مفرزة القطيفة، وأبلغوا بالانتظار لحين دراسة ملفاتهم مرة أخرى. وأشارت المصادر إلى أن اثنين من الشبان العائدين خلال الشهور الثلاثة الأخيرة اعتقلهم النظام ، من جراء تقارير كاذبة بأنهم يتعاونون مع فصائل المعارضة.
من جانب آخر، وعلى الرغم من إخلائه المدينة منتصف العام 2019، يحتفظ “حزب الله” بسيطرة جزئية داخل مدينة معلولا، وله مقار أمنية بواجهة محال أو مكاتب في المدينة، فضلاً عن متعاونين كثر، ويشترك مع “اللجان الشعبية” في التنسيق الأمني وإدارة ملف العائدين.
 وذكر مصدر من عائلة دياب في معلولا أن “حزب الله” منع أكثر من 20 عائلة من العودة إلى معلولا، رغم تواجدهم في مناطق سيطرة النظام خلال فترة نزوحهم. وأضاف المصدر أنه خلال السنوات الماضية، اعتقل “حزب الله” عشرات الشبان الذين عادوا إلى المدينة، بتهمة الارتباط مع فصائل المعارضة. وسبق أن أفاد موقع “صوت العاصمة” المحلي أن “حزب الله” يشترط على الشبان ممن يودون البقاء في معلولا الانتساب إلى صفوفه، فيما ترتكب انتهاكات بحق المدنيين وممتلكاتهم. وقال أحد أهالي معلولا العائدين إنه حصل على الموافقة الأمنية ودفع رشىً لحواجز النظام  للسماح بدخول إلى معلولا، إلا أن دورية من “حزب الله” اعترضتهم عند الوصول للمنزل، واحتجزت العائلة حتى نهاية اليوم. وأضاف المصدر أنه بعد أيام من عودتنا عادوا مرة أخرى إلى منزلنا، وطرحوا علي التطوع في صفوفهم، تارة بالترغيب وتارة أخرى بالترهيب”، مشيراً إلى أنه قرر ترك منزله والانتقال إلى ريف دمشق. وأكد المصدر أن ذلك يحصل مع كثير من العائلات والشبان العائدين مؤخراً، مشيراً إلى تعرض بعضهم للمضايقات المستمرة، بما في ذلك إطلاق الرصاص وحرق المحلات والتحرش.

مقالات ذات صلة

استهداف موقع لقوات النظام داخل مدينة حلب ومقتل ضابط برتبة عميد

النظام يستهدف مخيماً للنازحين بريف إدلب

الدفاع المدني"الهجمات المكثفة للنظام وروسيااستهدفت أكثر من 16 مدينة وبلدة"

عملية "ردع العدوان" في يومها الثاني

رئيس الائتلاف الوطني السوري هادي البحرة "التصعيد يفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة"

الخوذ البيضاء"يجب التكاتف لتسليط الضوء على التصعيد المثير للقلق للعنف ضد المرأة "