تقرير سويسري يسلط الضوء على قصة شابين أحدهما سوري تشاركا شغف صناعة الجبنة - It's Over 9000!

تقرير سويسري يسلط الضوء على قصة شابين أحدهما سوري تشاركا شغف صناعة الجبنة


بلدي نيوز 

سلط موقع هيئة الإذاعة والتلفزيون السويسري، الضوء على قصة شابين أحدهما سوري وآخر إيطالي يتشاركان شغف صناعة الجبنة، حيث أتاح لهما قطاع صناعة الألبان في سويسرا، الذي يواجه نقصاً في الأيدي العاملة المؤهلة، الفرصة لبدء حياة جديدة.

ويقول الشاب السوري يامن البالغ من العمر 28 عاما، "لقد هربت منذ ست سنوات من مدينة حماة الواقعة في وسط سوريا. ولم أرد أن ألتحق بجيش الأسد الذي كان بوسعه أن يجبرني على قتل أبناء وطني". 

وصل "يامن" أولاً إلى تركيا، حيث مكث لمدة ستة أشهر، في انتظار لمّ شمل عائلته المؤلّفة من والدته وشقيقيه وأخته. كان عمره خمس سنوات عندما توفي والده، بحسب الموقع.

واصلت العائلة رحلتها بعدما تمّ لم شملها، و يتذكر يامن قائلاً: "وصلنا إلى اليونان على متن قارب، وبقينا عالقين هناك لمدة سنة". 

في عام 2016، وبسبب إغلاق طريق البلقان، أصبح من المستحيل عليهم الاستمرار بالتنقّل ويقول "لم تكن هناك مراكز لطالبي اللجوء. كنا نعيش في الشوارع في ظلّ ظروف غير مستقرّة".

وفجأة، ظهرت نقطة تحول غير متوقعة وكانت كفيلة بأن تحدث نقلة نوعية؛ ففي عام 2017، ركب يامن طائرة متجهة إلى زيورخ برفقة عائلته، بفضل برنامج إعادة التوطين التابع للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والذي تشارك فيه سويسرا أيضا، تمّ إرسالهم إلى مركز طالبي اللجوء في كونولفينغن (Konolfingen)، بعد ستة أشهر تم نقلهم إلى لانغناو (Langnau)  في سويسرا.

كان يامن يبلغ من العمر 22 عاما والمستقبل كله أمامه، وبعد وصوله إلى سويسرا التحق يامن بمدرسة لانغناو المهنية وأجرى العديد من الدورات التدريبية المهنية ليصبح سمكري أو نجار، لكنه وقع في حب مهنة تقني الألبان من أول مرّة، وبعد إمضاء أسبوع من التدريب في مصنع ألبان غول، قال يامن لنفسه: "أريد أن أصبح صانع جبن".

ويعبر عن فخره بإنتاج جبنة إيمنتالر التي تحمل علامة تسمية المنشأ المحمية (AOC)، التي تشكّل أحد رموز سويسرا والتي باتت أيضاً رمزاً لنقطة التحول في حياة يامن.

أما زميل يامن، أندريا يبلغ من العمر 27 عامًا. في البداية، وكان وصل إلى سويسرا كسائح عبر منصة وركاواي (Workaway)، وهو موقع على الإنترنت يربط بين عائلات مضيفة ومتطوعين من جميع أنحاء العالم. حصل على سكن وطعام مجانيين في مزرعة في كانتون جورا مقابل بضع ساعات من العمل يوميا. 

وبدأ أندريا العمل في مزرعة في إيمنتال بعد عودته إلى إيطاليا، بمحض الصدفة، حيث وجد أندريا نفسه في غول (Gohl). يوضح قائلاً: "يقوم المزارع الذي أعمل معه بتوصيل الحليب إلى هذا المعمل للألبان. عندما اكتشف رغبتي في أن أصبح صانعًا للجبن، سأل الإدارة عما إذا كان بإمكاني الالتحاق بتدريب لمدة أسبوع". يوفر مصنع ألبان غول لأندريا فرصة تدريب في صناعة الجبن، على الرغم من أنه لا يجيد تكلّم اللغة الألمانية، ويعترف قائلاً: "لم أكن أخطط لأصبح صانع جبن عندما غادرت إيطاليا. لكن بعد اكتشاف هذا العالم، أدركت أن هذه المهنة تقدم لي العديد من الفرص سواء هنا أو في إيطاليا".

وكان هانسويلي نوينشفاندر، مدير مصنع الألبان، على يقين من قدرتهما على العمل، ويؤكد أن "قطاع الألبان يواجه نقصًا في الأيدي العاملة المؤهلة منذ فترة طويلة". 

وتوافق جمعية صناعة الألبان على أن المعلومة السابقة صحيحة. حيث يوضح رولاند تانر، مدير الاتصالات: "سيكون الافتقار إلى اليد العاملة المؤهلة أحد أكبر التحديات التي سنواجهها في السنوات المقبلة، كما هو الحال في جميع القطاعات تقريبًا".

يقع مصنع ألبان غول على بعد حوالي عشر دقائق بالسيارة من لانغناو، مركز وادي إيمنتال، ومن الصعب الوصول إلى هناك بواسطة وسائل النقل العام.

ويقول المدير نوينشفاندر: "يتطلب الأمر قدرا كبيرا من الاندفاع والمثابرة. هاتان الصفتان تسمحان لنا أيضًا بالتغلب على الحواجز اللغوية". يامن خير دليل على ذلك، ففي عام 2021 أكمل بنجاح تدريبه المهني في مجال صناعة الألبان. هو يعمل في غول منذ أربع سنوات ولا يودّ فعل أي شيء آخر. 

ويقول الشاب السوري : "أعيش حياة سعيدة هنا. لدي عمل ومنزل. وهذا يكفيني". في المقابل، لا يزال يتعين على أندريا التأقلم، حيث كل شيء يبدو جديد بالنسبة له: الاستيقاظ مبكراً، واللغة، والمهنة. يعترف قائلاً: "أنا أحب كل شيء في الوقت الحالي. الأمر ليس سهلا دائما، لكن مسيرة حياة يامن تمنحني الثقة. أنا أيضًا أريد أن أصبح صانعًا للجبن".

مقالات ذات صلة

//