بلدي نيوز - (صالح العبد الله)
ارتفعت حدة الضغوطات على اللاجئين السوريين، في المخيمات اللبنانية مؤخرا، حيث استباح الجيش اللبناني، تلك المخيمات بطريقة وصفتها مصادر خاصة بأنها غير مسبوقة.
القصة من البداية
بدأت الحملة على اللاجئين السوريين في مخيمات لبنان، مع بداية شهر تموز/ يوليو، من طرف الجيش اللبناني، حيث صادر خلالها دراجات السوريين النارية، دون أن يقوم بأي تدقيق على اﻷوراق أو الثبوتيات، وفقا لمصادر خاصة لبلدي نيوز.
وقالت المصادر التي فضلت عدم كشف اسمها (ﻷسباب أمنية) لبلدي نيوز، إن الجيش اللبناني، قام بممارسة ضغوطات غير معتادة على اللاجئين، وتلك الممارسات أتت بعد تحريض من طرف محافظ البقاع، وعدد من الوزراء في الحكومة اللبنانية.
تحريض إعلامي
وفقا للمصادر، قام محافظ البقاع، عبر القنوات والمحطات الفضائية، بشن حملة عنيفة، على اللاجئين السوريين، واتهامهم بأخذ مستحقات الأمم المتحدة، كما زعم المحافظ أن اللاجئ السوري أخد فرص العمل، واستأثر بالمحال التجارية.
ومارس محافظ البقاع، التضييق على اللاجئين السوريين، كالعمل على إغلاق مراكز أعمالهم، ولعب دورا بارزا في ترحيل بعضهم، فضلا عن حضوره اجتماعات دولية، وكان شغله الشاغل الحديث حول ملف اللاجئين السوريين، وضرورة ترحيلهم.
تفكيك المخيمات
استمرت الحملة العنيفة، كما يصفها المصدر، فمع بداية شهر آب/أغسطس الماضي، دخل الجيش اللبناني، مخيمات السوريين ومنها "بر إلياس ومجدل عنجر"، وبدأ بتفكيكها باستخدام الآليات الثقيلة وترحيل بعض العائلات والشباب السوريين إلى اﻷراضي السورية.
الحملة لم تتوقف، حيث دخل الجيش اللبناني، إلى "عرسال" وقام بمصادرة أغلب ممتلكات اللاجئين في المخيمات، وتحديدا في منطقة "وادي حميد، ووادي الحصن".
وأقدم الجيش اللبناني، بقيادة اللواء الثامن في اللبوة والممتد عل حدود بلدة عرسال، بصحبة عناصر أمن ومخابرات، على مداهمة في "وادي أرنب"، وتزامنت تلك المداهمة مع احتفال لأعضاء وأتباع "حزب البعث" الذين كانوا مجتمعين في إحدى صالات عرسال، التي وضع حرس لها، دون أية مضايقات من الحكومة اللبنانية.
"وادي حميد" مستباح
استباح الجيش اللبناني، مخيمات وادي حميد، حيث دخل وقام بأعمال استفزازية، كـ "مصادرة شبكات النت المدفوعة مسبقا، ومصادرة أنظمة الطاقة الشمسية للكهرباء".
كما أقدم العناصر الذين اقتحموا المخيم، بتهديد وتوعد اللاجئين بمزيد من تلك الأعمال، بحسب مصادر خاصة لبلدي نيوز.
عناصر ملثمون
اللافت وفقا للمصدر أن من بين العناصر المشاركين في تلك الحملة، من هم مقنعون، ويعتقد أنهم من مناصري أو اتباع "حزب الله اللبناني".
وقام المقنعون، بعمليات التخريب والشتم والسب والتوعد، إضافة إلى التلفظ بكلام طائفي والنداء بعبارت كـ "يا علي ويا حسين"، بالمقابل، اكتفى بقية عناصر الجيش بـ "المشاهدة".
اﻷوامر تأتي من دمشق
يعتقد السوريون المقيمون في مخيمات اللجوء، أن الجيش اللبناني، يأتمر بأوامر مباشرة من نظام اﻷسد، وهو الرأي السائد في نقاشات اﻷهالي هناك.
ويتابع المصدر أن المؤشرات تؤكد وصول أوامر للتحريض على اللاجئين السوريين، من طرف النظام السوري، خاصة مع بروز عمليات "التعفيش"، حيث وصل الأمر إلى قيام عناصر الجيش اللبناني ومن يرافقهم، بمصادرة "دجاج وماعز وأجهزة هاتف خلوي/محمول"، ومنهم من قام بمصادرة "مؤونة المكدوس من بعض الخيم".
ولم يكتف العناصر المشاركون بتلك الحملة، بالتعفيش، وإنما قام بعضهم بالتلفظ بعبارات نابية، والصراخ في وجه اللاجئين بعبارة (أنت اللاجئ بتقبض اكتر مني).
مخاوف من إثارة فتنة
يتخوف عدد كبير من الأهالي واللاجئين السوريين، من إثارة الفتن والنعرات الطائفية، على خلفية تلك الحملة غير المسبوقة، كما أن الخشية اﻷكبر بحسب ذات المصدر، هو تطور الحالة إلى القيام بأعمال عنف وقتل ضد اللبنانيين.
ويعتقد مراقبون أن المسألة تعدت التحريض بين الأهالي، ووصلت إلى تحريض سياسي رفيع المستوى، ممنهج، خاصة بعد أن اتهم رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، اللاجئين السوريين بأنهم يشكلون خطرا على لبنان، ويهددون النسيج الاجتماعي.
حيث جاء ذلك خلال اجتماع في نيويورك مع نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، وطالب المجتمع الدولي بدعم لبنان لمعالجة أزمة اللاجئين السوريين على أراضيه، وزعم أن أزمة اللاجئين السوريين بات تتعاظم وتشكل خطراً على لبنان ونسيجه الاجتماعي.
للمزيد اقرأ:
ميقاتي يتهم اللاجئين السوريين بتهديد النسيج اللبناني
مداهمات أخرى
اﻷمور أخذت بالتطور، وفق معلومات لموقع "لبنان24"، حيث داهم الجيش اللبناني، صباح يوم الأحد 10 أيلول/سبتمبر الجاري، مخيمات النازحين السوريين في منطقة بعلبك غرب البلاد، وتحديدا في بلدة دير الأحمر، ولم يختلف المشهد عن عمليات التخريب والتعفيش السابقة.
للمزيد اقرأ:
لبنان يضغط على اللاجئين السوريين ويقطع الإنترنت عن مخيمات دير الأحمر
كما شهدت مخيمات لبنان تطورات أخرى، عمليات اعتقال طالت سوريين دون أسباب معروفة وترحيلهم إلى سوريا (مناطق سيطرة النظام)، بعد تسليمهم للجهات اﻷمنية التي تتبع نظام اﻷسد.