بلدي نيوز - (مصعب الأشقر)
كشفت وكالة نوفوستي الروسية عن تجميد اللجنة الخاصة التابعة لجامعة الدول العربية اتصالاتها مع نظام الأسد، وقالت إن هذا التجميد نتيجة الصعوبات الفنية والدبلوماسية والسياسية الناجمة عن قانون قيصر الأمريكي والعقوبات الأمريكية الأخرى ضد النظام في سوريا.
المزاعم التي ساقتها وكالة نوفوستي الروسية حول سبب تجميد اللجنة اتصالاتها مع نظام الأسد نفاه العديد من المحللين السياسيين والمراقبين للشأن السوري، وأكدوا أن الأسباب التي أجبرت اللجنة على تجميد الاتصالات كثيرة وفي مقدمتها زيادة نشاط تهريب المخدرات، وعدم مضي حكومة النظام بتنفيذ القرار الدولي 2254.
وفي هذا السياق يقول الكاتب الصحفي والمحلل السياسي مصطفى النعيمي، إن "روسيا تقود البروبغندا الترويجية للنظام السوري من خلال الترويج لانتصارات النظام، وفرضه على الدول العربية كواقع يجب التعامل معه برعاية روسية إيرانية".
وتعليقا على ما نشرته صحف روسية حول سبب تجميد لجنة الاتصال العربية اتصالاتها مع نظام الأسد، ورده إلى قانون قيصر والعقوبات الأمريكية، أكد النعيمي في حديث خاص لبلدي نيوز، أن السبب الرئيسي ينطلق من رؤية شاملة لسياسة خطوة مقابل خطوة، فجامعة الدول العربية أعادت نظام الأسد لحاضنتها لكنه لم يستطع تقديم أي خطوة للإيفاء بتعهداته، ومنها نشاط الفصائل الموالية لإيران، والانتقال من مرحلة استهداف الأردن بالمخدرات إلى المتفجرات، والتي تتطلب اتخاذ إجراءات وتدابير خاصة، تتماشى مع هذا المتغير وذلك من خلال تغيير قواعد الاشتباك".
ورأى النعيمي أن الأردن ماضي في محاربة مشروع الميلشيات بشقيها المخدرات والمتفجرات، وصولا إلى تأمين الشريط الحدودي بشكل كامل، وذلك من خلال السيطرة النارية والتعامل مع قواعد اشتباك جديدة تتيح لهم التعامل مع العمق السوري، وبالتالي نتحدث عن مسار عسكري تصعيدي يقوده النظام السوري وحلفائه من الميليشيات الولائية متعددة الجنسيات، وبناء على المتغير فإن النظام السوري مقبل على مرحلة جديدة مختلفة، وربما قد تصل إلى ضرورة الولوج إلى الأراضي السورية، لمعالجة تلك الأهداف وإغلاق البوابات السياسية.
ونوه "النعيمي" إلى أنه ربما سيكون هناك في القريب العاجل تجميد لعضوية النظام السوري، في الجامعة العربية، وذلك لعدم جديته في خفض التصعيد مع المنطقة العربية، ورفع مستوى التصعيد العربي من خلال فرض ضوابط جديدة لتطبيق قانون قيصر، لمعالجة المرحلة المقبلة وإغلاق البوابة العربية تجاه نظام الأسد.
وحول الدور الروسي في سوريا وحماية الأسد، يقول النعيمي: "أرى أن روسيا تقود البروبغندا الترويجية للنظام السوري، من خلال الترويج لانتصارات النظام وفرضه على الدول العربية كواقع يجب التعامل معه، برعاية روسية إيرانية من خلال إظهار أقصى درجات التصعيد تجاه العرب، وبالتالي نتحدث عن مشروع روسي متمثل بالدفاع عن المكتسبات التي حققها، من خلال النفوذ المقدم لهم من النظام السوري، واستثمار الوصول للمياه الدافئة للترويج للسلاح في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى فرض قدرة روسيا العسكرية، وبروزها كقطب جديد موازي للولايات المتحدة مع أني أرى أن الولايات المتحدة لن تسمح بعالم جديد متعدد الأقطاب.
وكانت مصر استضافت اجتماع لجنة الاتصال العربية المكونة من (وزراء خارجية الأردن ومصر والسعودية والعراق ولبنان) بالإضافة إلى أمين عام جامعة الدول العربية، مع وزير خارجية النظام السوري في الـ 15 من شهر آب الفائت، وأعلنت في بيانها الختامي منهجية عمل في حوارها مع نظام الأسد، لتنفيذ بيان عمّان.
إلا أن وزير خارجية الأسد فيصل المقداد ركز حينها على حث الأمم المتحدة على تقديم الأموال للنظام بغطاء التعافي المبكر، ضمن المساعدات الأممية المقدمة إلى الشعب السوري أساساً، دون أن يقدم توضيحات حقيقية حيال الملفات الأساسية في المبادرة (الحل السياسي بما ينسجم مع قرار مجلس الأمن 2254، ومكافحة المخدرات، وإعادة اللاجئين، إضافة للملف الأمني).
ويرى مراقبون أن عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية من مناطق سيطرة الأسد تعاظمت بعد إعلان بيان عمان، وانطلاق أعمال لجنة الاتصال العربية، وقال وزير خارجية الأردن أيمن الصفدي في الجمعية الأممية في نيويورك في الـ 20 من الشهر الجاري إنّ الأردن والدول العربية تنتظر ردا من دمشق، بعدما قدّمت أوراقا ومقترحات للتقدم باتجاه حل الأزمة السورية ، مشيرا في مقابلة مع تلفزيون "المملكة"، إلى أنّ بلاده تريد حلا يلبّي طموحات الشعب السوري في وطن آمن مستقر، وتتحرك لحل الأزمة السورية بالاستناد إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2254، وهو القرار الذي أجمع الجميع عليه واعتمده مرجعية للمضي في حل الأزمة مشددا على القيام بما يلزم تجاه تهديد أمن بلاده، والوقوف بوجه إدخال المخدرات وكل ما تسببه من كوارث إلى الأردن".
وأكد أن "تهريب المخدرات عملية منظمة والمهربون يمتلكون قدرات كبيرة"، لافتاً إلى وجود مجموعات مرتبطة بجهات إقليمية وجهات أخرى مسؤولة عن التهريب.
من جهته، قال الملك الأردني، في "قمة الشرق الأوسط العالمية"، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، إنّ "الأردن يقاتل على الحدود للتأكد من عدم دخول المخدرات إلى البلاد"، مضيفاً أن "بشار الأسد لا يريد صراعاً مع الأردن"، وأردف قائلاً "لا أعرف ما إذا كان يسيطر بالكامل على الأمور".