بلدي نيوز
علّق قائد قوات سوريا الديمقراطية "مظلوم عبدي"، على الأحداث الأخيرة التي شهدتها مناطق الإدارة الذاتية خلال الأيام الماضية، كاشفاً عن ضلوع تركيا والنظام السوري وإيران في دعم العشائر الموالين لهم في قتالهم ضد قوات "قسد".
وكشف "عبدي" أثناء حديث مطوّل مع موقع "المجلة"، عن وجود تنسيق واضح بين نظام الأسد وطهران في محاولة دعم بعض ممثلي العشائر الموالين لهما، ودخول تركيا على هذا الخط بدعم المجموعات السورية المسلحة التابعة.
وتنشر إيران مجموعات مسلحة تابعة لها في مناطق عدة شمال سوريا، وتتشارك في بعض الأحيان المواقع مع قوات قسد وخاصة في مدينتي تل رفعت ومنبج بريف حلب، إضافة إلى أن قوات النظام تنتشر في كل من تل رفعت وعلى تخوم منبج بريف حلب، إضافة إلى عين عيسى بريف الرقة، ومواقع عدة داخل محافظة الحسكة بالتعاون مع قوات "قسد".
واعتبر "عبدي" أن الدول الثلاث (إيران، النظام، وتركيا) لم تنجح، وأن الأوضاع باتت مستقرة حاليا، وفق قوله.
وبخصوص روسيا وأمريكا، أكّد على أن روسيا لم توافق أساساً على صيغة استغلال الأوضاع لصالح عمليات توسع تركية جديدة، إذ أقدمت على قصف فصائل مسلحة حاولت الظهور كعشائر، أمّا أمريكا فأكّد على أنها لم تشارك في العمليات العسكرية ضد العشائر، إذ لم نكن بحاجة لدعم أمريكي، خارج الدعم الجوي (الاستطلاع)، في عملية إعادة الاستقرار، وفق قوله.
وخلال اللقاء تطرق "عبدي" إلى مستقبل علاقاته مع نظام الأسد، قائلاً: "لا نرفض الذهاب إلى دمشق للتفاوض، ولكن الظروف لم تنضج بعد ولم نلمس أي بوادر للحل من قبل دمشق، ولقد طالبنا الروس بالمساعدة في الوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة السورية المتنامية. نحن نطلب أن تقبل دمشق بحل سياسي واقعي... ودمشق لا تزال مصرّة على سياسة العناد ورفض أي طروحات واقعية تنهي الأزمة وتساهم في إحلال السلام والاستقرار".
ودافع "عبدي" عن نموذج "الإدارة الذاتية" وقوات "قسد" العسكرية، معتبراً أنها مهنية ووطنية، مطالباً بأن تصبح هذه القوات جزءاً من المنظومة الدفاعية السورية، وأن ينظم تاليا دورها وعملها بقانون... أما أي كلام عن (حل قسد) فيأتي لتعطيل أي حل سياسي ممكن، ولا يعكس أي جدية في الحوار".
وأضاف: "الشروط المسبقة التعجيزية والتعويل على استدامة الصراع بالفوضى لن ينقذ النظام الحاكم في دمشق ولن يثمر أي حل، فإذا ماطل نظام دمشق في الحل، سيكون هو نفسه الخاسر الأكبر".
وعن تفاصيل الأحداث الأخيرة التي شهدتها شمال شرقي سوريا، أوضح قائد "قسد" أن التوتر انحصر في مناطق ضيقة، إذ تركزت في قرابة خمس قرى بريف دير الزور الشرقي، ولكن اليوم باتت الأوضاع مستقرّة ونسعى إلى إعادة الخدمات وملاحقة المسببات، معتبراً أن إزاحة "أبو خولة" من مجلس دير الزور العسكري كان أحدهم، إذ جاء قرار عزله بعد ضلوعه في ارتكاب العديد من الجرائم والتجاوزات المتعلقة بتواصله وتنسيقه مع جهات خارجية.
وخلال اللقاء كشف "عبدي" عن وجود تنسيق وصفه بـ"الواضح" بين دمشق وطهران تركز في محاولة الطرفين في دعم بعض ممثلي العشائر الموالين لهما، كما اتهم تركيا بدعمها مجموعات عسكرية باسم العشائر، في مناطق "منبج، وتل تمر، وعين عيسى".
واعتبر أن هذه المحاولات دلّت بشكل واضح على وجود رغبة لدى الأطراف الثلاثة في استغلال أبناء بعض العشائر في تنفيذ أجنداتهم، وفق قوله.
وأسقط "عبدي" خلال الحديث معه تهمة قصف روسيا للعشائر، مضيفا ان روسيا قصفت المجموعات المسلحة التي حاولت الظهور كعشائر، واصفاً قصفها بأنه جاء للحفاظ على هدوء الجبهات وقطع الطريق أمام تمدد المجموعات الموالية لتركيا والتي حاولت الاستفادة من الأحداث الأخيرة.
وزعم قائلاً: "روسيا لم تدعمنا بقدر ما يمكن القول إنها لا توافق على صيغة استغلال الأوضاع لصالح عمليات توسع تركية جديدة"، بحسب قوله.
وعلى مدار سنوات الثورة السورية أثبتت "قسد" أنها تشكل عقدة مصالح في سوريا، إذ يعتبر الداعم الرئيسي لها هو الولايات المتحدة الأمريكية، بينما تتحالف مع روسيا ونظام الأسد وإيران في كل من عين العرب ومنبج وتل رفعت والقامشلي.