بلدي نيوز
أعرب الملك الأردني "عبد الله الثاني" عن شكوكه في إذا ما كان رأس النظام السوري "بشار الأسد"، يُسيطر على سوريا، في ضوء المشكلة الكبرى بين البلدين المتمثلة في تهريب المخدرات والأسلحة إلى الأراضي الأردنية.
وقال عبد الله الثاني في تصريحات نقلها موقع "المونتيور" أمس الأربعاء 20 سبتمبر/أيلول، إن بشار الأسد وفقه تصريحاته لا يريد أن تحدث عمليات التهريب، وأيضاً لا يريد صراعاً مع الأردن، مضيفاً "لا أعرف مدى سيطرته".
وتحدث الملك عبد الله بشكل موسع عن الوضع في سوريا، وخاصة عن تجارة المخدرات المزدهرة في البلاد، قائلاً "إن إيران وعناصر داخل الحكومة يستفيدون من ذلك"
وتابع "إننا نقاتل كل يوم على حدودنا لمنع دخول كميات هائلة من المخدرات إلى بلادنا، وهذه قضية رئيسية تستغلها جميع الأطراف، بما في ذلك بعض الأشخاص داخل النظام والإيرانيين ووكلائهم".
وتطرق الملك عبد الله أيضاً إلى الاحتجاجات المستمرة في جنوب سوريا، ضد الوضع الاقتصادي المتردي هناك، محذراً من أن ذلك قد يؤدي إلى تدفق جديد للاجئين إلى الأردن، وأيضاً إلى لبنان.
وأكّد الملك الأردني على عدم قدرة بلاده على استيعاب أكثر من حوالي 1.3 مليون لاجئ سوري موجودين بالفعل في البلاد، بسبب انخفاض الدعم الدولي، منوّهاً: "لا يمكننا أن نتحمل المزيد، نحن مثقلون بالفعل، لقد تضاءل الدعم الدولي بشكل كبير".
ويأتي حديث الملك عبد الله بعد تصريحات أدلى بها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني "أيمن الصفدي"، يوم الثلاثاء 19 سبتمبر/أيلول، إذ جدد تأكيده على مواصلة بلاده بكل ما يلزم لحماية أمنها ومصالحها، معتبراً أن الأزمة في سوريا وتهريب المخدرات يشكلان عبئاً كبيراً.
وقال الصفدي في لقاء صحفي وقتها على برنامج "العاشرة" الذي يذاع عبر شاشة المملكة، إن بلاده ستقوم بكل بما يلزم لإنهاء أي تهديد على الأمن الوطني الأردني، مضيفاً: "لن نسمح بإدخال المخدرات وكل ما تسببه من كوارث إلى الأردن".
ومضى الصفدي في حديثه واصفا عملية تهريب المخدرات بأنها "عملية منظمة" والمهربون يمتلكون قدرات كبيرة، وبالتالي رسالة الأردن ومواقفه واضحة بأنه سيتعامل مع أي مصدر لهذا التهديد، وسيحيد هذا الخطر على المملكة.
وتحدث عن وجود مجموعات مرتبطة بجهات إقليمية وجهات أخرى مسؤولة عن التهريب، والأردن يتصدى بحزم، وقال، إن خطاب الملك عبدالله الثاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كان واضحا، لذلك لن نسمح بأي تهديد للأردن وأمنه، وسنتصدى لأي تهديد.
وأكّد على بلاده تواجع مرحلة "صعبة" وتحدث عن تراجع في الدعم الدولي للاجئين وللمنظمات الدولية التي تعمل على توفير العيش الكريم للاجئين.
وقال إن "رسالة الأردن هي أن المملكة لن تتحمل هذا العبء وحدها، والأردن قام بما يستطيع وسيستمر بتقديم كل ما يستطيع للأشقاء السوريين فهم بالنهاية ضحايا أزمة، لكن لن نكون قادرين على استقبال لاجئين جدد وهذه واضحة".
وشدّد أيضاً على ضرورة حل للأزمة السورية، لافتاً أن التحرك الأردني يستند إلى قرار مجلس الأمن الدولي 2254 وهو القرار الذي أجمع الجميع عليه واعتمده مرجعية أيضا للمضي في جهود حل الأزمة السورية.
وخلال السنوات الماضية، شهد الأردن تهريب ملايين الحبوب المخدرة قادمة من سوريا، حيث تسيطر مليشيات إيرانية والفرقة الرابعة من قوات النظام على الطرف السوري من الحدود، وهي متورطة بشكل مباشر في عمليات التهريب، وتؤكد المملكة أن 85 بالمئة من المخدرات التي تضبط معدة للتهريب إلى خارج الأردن، وخصوصا إلى السعودية ودول الخليج.