بلدي نيوز
كشفت مصادر إعلامية، عن مساعٍ متسارعة في محافظة درعا هدفها تشكيل لجنة ثورية من شأنها أن تكون مرجعاً قيادياً توحّد مطالب أهالي الجنوب السوري (درعا - السويداء)، تحت راية واحدة، ومطالب مشتركة، من شأنها إحياء مسار الثورة السورية، المطالبة بإسقاط النظام، ونيل الحرية والعدالة.
وأضافت المصادر لتجمع أحرار حوران، أن هناك خطوات متسارعة من أبناء درعا خلال الأيام الأخيرة من شأنها اختيار شخصية مقبولة من جميع أبناء حوران لتكون بمثابة مرجعية لهم لإعادة العمل الثوري إلى مساره السوري، بعيداً عن أي أجندات من أي نوع.
وأكدت المصادر أن هذه المساعي مهمة ومن شأنها اختيار مصير السوريين، والتي اعتبرها إما أن تنتهي بانتصار الثورة وإسقاط نظام الأسد أو الوقوع في الانقسام والتأخر لنيل ما يريده السوريون.
وتشير المعلومات وفقاً للمصادر، إلى أنه يتم النقاش بين وجهاء من حوران حول برنامج واضح يؤكد أن الثورة في درعا لم تتوقف، وستبقى مستمرة، وأنها ثورة شعب بعيدة عن أي بعد ديني أو عشائري أو فئوي، وهي ثورة تريد أن تكون سوريا لكل السوريين بكل أطيافهم يحكمها قانون فوق الجميع، وتسود العدالة فيها بين الجميع.
وعن السبب الرئيسي وراء هذا التشكيل، أوضحت المصادر للتجمع، أن نظام الأسد عمل منذ قرابة الشهر بالتعاون مع أجهزته الأمنية في اتباع سياسة التفرقة بين أهالي درعا، وخاصة بعض رموز المعارضة السورية، لافتاً أنه منذ الأيام الأولى لحراك السويداء، بدت الخلافات بين التنسيقيات في درعا والتي تضم نشطاء وعسكريون، والتي انعكست في ضعف التنسيق بين المناطق تارة، وقلة عدد المتظاهرين تارة أخرى.
ويشير التجمع إلى أن النظام السوري اتبع طريق "فرّق تسُد"، حيث عمل على إحداق خلافات بين بعض القيادات المعارضة السابقة، وبعض الوجهاء، ما شكل عبئاً على أبناء المحافظة الطامحة لنيل الحرية.
وتؤكد مصادر تجمع أحرار حوران أن التشكيل الجديد سيوحدهم، ويكون سبباً لنبذ أي خلافات وسيكون قادراً على إبعاد من يريدون ركوب موجة الثورة، واختيار شخصية مقبولة من جميع أبناء حوران لتكون بمثابة مرجعية لهم لإعادة العمل الثوري إلى مساره السوري، بعيداً عن أي أجندات من أي نوع.
ومن مهام التشكيل الجديد، بحسب المصادر فهو وضع برنامج واضح لسير الثورة في المحافظة أولاً وتنسيق المظاهرات في كل مناطقها بلون واحد، ومن جهة ثانية التنسيق مع السويداء وكل المناطق السورية الثائرة، وبهذا الشكل يمكن الانطلاق بشكل صحيح وقادر على إعادة الثورة لأهلها الحقيقيين.
وتضيف المصادر أن نجاح المرجعية في درعا، سترتبط بعدم رفع أي شعارات من شأنها التأثير على الحراك السلمي الثوري، ففي درعا وبين أهلها الكثير من القيم التي تعتبر كافية لتسير الثورة في مسارها الصحيح.
من جهة ثانية، رأت المصادر أنه من المؤكد أن فكرة إيجاد مرجعية موحدة للثورة في درعا ستواجه بعض الصعوبات والعوائق، وعلى رأسها الخطر الأمني من استهداف هذه الشخصية من عملاء نظام الأسد، كما أن أتباع حزب البعث لا يزالون يعملون على زرع الفتنة بين الأهالي وسيعملون على تشويه أي توحد.
وكانت تصدرت قضية تغيب المدن والبلدات في محافظة درعا في مظاهرات شعبية ومركزية تحمل ذات الدوافع التي حملتها جارتها السويداء في الجنوبي سوريا، مؤخراً، ما فتح باب التساؤل عن أسباب غيابها وعدم جديتها في الحراك الأخير، التي تكشفت نتائجه في الجنوب السوري، بإقصاء أجهزة النظام ومؤسساته البعثية خارج المحافظة، ومثابرة المعتصمين في تواجدهم اليومي في ساحات المدينة وتنفيذ اعتصامات ليلية.
وانتفضت محافظة السويداء منذ منتصف شهر آب/أغسطس المتداضي، إذ طالبت في بدايتها بتحسين الواقع المعيشي والخدمي في المحافظة، والنظر في حال الغلاء الذي يمر به الشعب السوري، والتي سرعان ما تحوّلت إلى شعارات تطالب بإسقاط الأسد وأجهزته الأمنية وتطبيق القرار الأممي 2254، وتحقيق الحرية والعدالة، بدعم كامل من الشيخ الروحي لطائفة الموحدين الدروز حكمت الهجري.