بلدي نيوز
"انشرولي صورو.. نحن هون والله كاتمين على نفسنا" بتلك الوصية والكلمات غادرت والدة الشاب "عبد الحي حسن" الحياة، وهي تطالب إحدى الناشطات، بأن تستمر في التظاهر من أجل إطلاق سراح ابنها المغيب في سجون "هيئة تحرير الشام".
رسالة صوتية، من والدة المعتقل "عبد الحي حاج حسن" في سجون "تحرير الشام"، تم تداولها عبر وسائل التواصل اﻻجتماعي، حيث كانت الأم تخاطب الناشطة "فاطمة العبود"، وتطالبها بعدم نسيان قضية ولدها، وتوصي بطباعة صور كبيرة لعبد الحي ورفعها في المظاهرات.
تلك الوصية كانت للأم قبيل إجرائها عملا جراحيا، في القلب، لكن النجاة لم تكتب لها، وﻻقى التسجيل الصوتي تفاعلا من النشطاء الثوريين في إدلب، خاصة بعد وفاتها.
ونشر مغردون عبر صفحات التلغرام، انتقادات حادة طالت "تحرير الشام" وقياداتها التي تتهم مؤخرا بـ"العمالة للتحالف والنظام" على خلفية ضبط خلية يزيد عدد أفرادها عن 700 ما بين عناصر وقيادات (أمراء من الصف اﻷول).
للمزيد اقرأ:
"الهيئـة" تكشف تفاصيل جديدة عن هوية خلايا حاولت اختراقها
واقرأ أيضا:
"الهيئة" تعترف بوجود شبكة جواسيس في صفوفها
وكتب بعض المنتقدين لسياسات "تحرير الشام"، نعيا "لأم عبد الحي"، فقال أحدهم "لأن الجماعة يخشون من الضغط الإعلامي والشعبي أكثر من خشيتهم من الله، فقد أطلقوا سراح عبد الحي، وليس نتيجة لإنسانيتهم، ولا تكفيراً عن ذنبهم بعد إحراق قلب أمه عليه، ومنعها من رؤيته، قبل دخولها غرفة العمليات حيث ماتت هناك".
وغرد آخر قائلا "بينما يتم فصل وتغييب هذا الحر يتم استقبال وتوظيف عملاء النظام في المحرر".
وكانت هيئة تحرير الشام، أطلقت سراح الشاب "عبدالحي" لدفن والدته.
ويوصف "عبدالحي" بين زملائه بـ"الطالب الخلوق"، بحسب مراسل بلدي نيوز، وهو ابن قرية الزوف بريف جسر الشغور، طالب في كلية الشريعة بجامعة إدلب، تم فصله وسجنه منذ ما يقارب الـ 3 شهور، على خلفية توجيه سؤال له من طرف أمنيي الهيئة عن علاقته وصلته أو معرفته بـ "المحامي عصام الخطيب" أحد الشخصيات الأبرز المناهضة للهيئة، والذي انشق عنها قبل عدة سنوات، وتم اعتقاله الجمعة الماضية من إعزاز في عملية أمنية من أمام أحد المساجد وصفت حينها بـ"الجريمة".
للمزيد اقرأ:
اختطاف محامي وقيادي منشق عن "الهيئة" في مدينة إعزاز شمال حلب
يشار إلى أن سبب اعتقال "عبدالحي" بحسب نشطاء، كان توجهه السياسي المخالف لسياسات تحرير الشام.
وشهدت اﻷيام القليلة الماضية، مظاهرات خاصة في دير حسان وإدلب، ضد تحرير الشام، على خلفية سياساتها وحملات الاعتقاﻻت التي طالت عددا كبيرا من الشباب بسبب "اﻻنتماء لحزب التحرير" الذي يُعرف بتوجهاته المتطرفة، إضافة لما يصفه مناهضو الهيئة بـ"انتهاك الحرمات" وفق بعض التسريبات والفيديوهات التي تظهر دخول أمنييها إلى المنازل عنوة ومن النوافذ.
يذكر أن تشكيلا عسكريا تحت مسمى "درع الثورة" تشكل مؤخرا، ونفذ عملية قتل ضد أحد أمراء تحرير الشام اﻷمنيين وطالب بإطلاق سراح المعتقلين.
للمزيد اقرأ:
تشكيل عسكري جديد يُمهل "الهيئة" في إدلب ثلاثة أيام لإطلاق سراح المعتقلين
وتواجه تحرير الشام استياء شعبيا واسعا نتيجة سياساتها اﻻقتصادية والأمنية في اﻵونة اﻷخيرة والتي بدأت تشعل فتيل اﻻحتجاجات.
للمزيد اقرأ:
"اتحاد الإعلاميين السوريين" يديــن اعتــداء "الهــيئة" على صحفــيين في إدلــب
واقرأ أيضا:
"الجهاز الأمني" يعتقل شابا بعد صدم دراجته والاعتداء عليه أمام زوجته
تكميم أفواه
ويعتقد نشطاء في حديثهم لبلدي نيوز أن عبارة "أم عبد الحي" التي صرخت بها قبل وفاتها "نحن هون والله كاتمين على نفسنا" مؤشر خطير على أن "سياسة تكميم اﻷفواه" تنذر بخطر في شمال سوريا، وسط مطالبات بوقف هذه اﻷعمال.