بلدي نيوز – (نور مارتيني)
أحرق النظام داريا، بعد استنزافها على مدى سنوات، بكل أساليب الحصار والتجويع، التي بدأها مع بداية حملته عليها، تخللها استخدام السلاح الكيماوي، والذي عمد إلى استخدامه في مجزرة الغوطة، وتابع هجومه المكثف عليها باستخدام النابالم.
وبعد إحراق داريا، يتابع سلاح الجو الروسي، دعمه لطيران النظام، ويستكملان معاً عملياتهما، ولكن في حي الوعر، غربي مدينة حمص.
حيث بدأ النظام قبل عدة أيام هجمة شرسة على حي الوعر المحاصر منذ سنوات، والذي كان قد أخرج إليه أهالي حمص القديمة والخالدية، وبابا عمرو، إثر عملية "مصالحة" مع النظام.
ونتيجة للحصار الطويل فقد تفاقمت المعاناة الإنسانية لأهالي الحي، بسبب كثافة الغارات من جهة، وانعدام وسائل الإسعاف من جهة أخرى.
حول وضع المنظومة الإسعافية في حي الوعر، يقول الإعلامي (حسن الأسمر) وهو أحد أبناء الحي: "لا تتوافر لدى الطواقم الإسعافية داخل الوعر المحاصر إمكانيات لعلاج الحروق من الدرجة الثالثة التي يسببها النابالم، ولكن يوجد بعض الطواقم الطبية داخل الحي ممن لديهم خبرة في الحروق الطفيفة، يتبادلون الخبرات فيما بينهم لعلاج هذه الحالات بمواد قليلة جداً".
ويلفت (الأسمر) إلى أن الأزمة في المواد والوسائل الإسعافية تعود إلى أن حي الوعر محاصر منذ أكثر من ستة أشهر بشكل كامل، دون السماح بإدخال أي مواد طبية إلى الحي من قبل الحواجز، فالقوافل الاغاثية التي تدخل الحي فارغة بشكل كامل من أي نوع من أنواع الأدوية الإسعافية، أو من الدواء، أو المسكنات.
في السياق ذاته يؤكد الإعلامي (أبو جعفر الحمصي)، عدم وجود معدات أو أدوية يستطيع المسعف أو المشفى استخدامها لعدم توفرها في الحي، كما توجد عدة نقاط إسعافية داخل الحي تفتقر للمعدات والكوادر، حيث لا يتجاوز عدد الكوادر داخل كل مركز أكثر من شخصين أو ثلاثة، حتى سيارات الإسعاف محدودة جداً بسبب عدم توفر المحروقات داخل الحي.
وفيما يتعلق بالدوافع الكامنة وراء التصعيد الأخير تجاه أهالي حي الوعر، يبين (أبو جعفر الحمصي) لبلدي نيوز أنها تعود إلى إعلان النظام حي الوعر منطقة عسكرية، بسبب رفض لجنة المفاوضات طلب النظام بالخروج، وعدم التنازل عن مطلب المعتقلين المتفق عليه في الهدنة السابقة بحضور ممثلين عن الأمم المتحدة، لافتاً إلى أن النظام قد صعّد في البداية بالقصف بالدبابات والهاون ورشقات الشيلكا على منازل المدنيين، ثم انتقل إلى الخطة التالية بعد الإعلان عن اتفاق خروج أهالي داريا من منطقتهم، وبدأ بالتصعيد من خلال غارات الطيران وقصف منازل المدنيين بالنابالم.
فبعد نجاح النظام، في إفراغ داريا من أهلها، والتآمر الدولي الذي أثبته تصريح (ديمستورا) المبعوث الأممي إلى سوريا، بجهله بما يحدث هناك، راح النظام يتمادى في هجماته على المعضمية والوعر بشكل أساسي، بغية الوصول إلى سيناريو شبيه بذلك الذي خرج بموجبه الأهالي من داريا، طالما أن الأمم المتحدة هي من ترعى عملياته العسكرية في سوريا، وتبارك استخدام النابالم لإحراق الأحياء السكنية بمن فيها من مدنيين.