بلدي نيوز (رواد الحلبي)
يأبى بعض العرب إلا أن يثبتوا لنا رذيلة أخلاقهم ومواقفهم، إن لم نقل كسوريين لنقل كبشر، وقد اجتمع علينا القاصي والداني، وامتطوا على ظهورنا موجات الإنسانية والأخلاق، ليغرق بها أمامنا أيضاً كسوريين على الأقل.
وليس بجديد المواقف العربية المخذلة تجاه قضية السوريين وثورتهم من حكام وفنانين وسياسيين...الخ، تطل علينا "فنانة" مصرية في أول أيام عيد الأضحى عبر شاشة تلفزيون "النهار" المصري، تستغل بأبشع الطرق المذلة حاجة ممن لجأوا إلى مصر من السوريين وممن فروا من الموت، لتعطي دروساً في مسرحية مقيدة بأجندات ربما فهمنا أنها سياسية وموجهة للمصريين على وجه الخصوص بكوادر من الفقراء السوريين.
تلفزيون "النهار" المصري بث أمس الخميس شريطاً مصوراً لـ "ريهام سعيد" تستقل سيارة شحن فيها بعض من الألبسة، قاصدة حي يتخذ منه بعض السوريين مأوى، بعد أن لجأوا إلى مصر.
وأظهر الفيديو بشاعة الاستغلال لحاجة بعض الفقراء السوريين في يوم مبارك كعيد الأضحى، وقد بدأت "ريهام" بإعطاء الدروس للمصريين ضاربة بالسوريين وظرفهم مثالاً بقولها: "هذا مصير الي ضيعوا بلادهم بالفتنة"، والممعن بقولها "الفتنة" يؤمن أنها ليست بصدد موقف إنساني بقدر ماهي بموقف سياسي ورسالة للمصريين بخلفية من الموسيقا المبكية.
المضحك المبكي أن "ريهام" أظهرت دموعها في نفس الفيديو ولكن في الليل، وتصوير للموقف في النهار، أي أنها لم تبكي على السوريين وسط الموقف أصلاً، وإنما بكت بمشهد تمثيلي وبكادر خارج كادر المشهد كلياً، وهذا ليس بصعب على ممثلة، والمضحك أكثر وأكثر الأغنية المرافقة لدموعها، حيث غنى هاني شاكر "ماتت قلوب الناس، ويمكن نسينا بيوم إن العرب أخوة!".
ولتزيدنا قناة "النهار" من الشعر بيتاً، عنونت شريطها المصور على يوتيوب بـ "هجوم السوريين على ريهام سعيد!!"، أي أن "هؤلاء سوريون أنظروا إليهم"، وهذا حالهم فحاذروا، على الرغم من امتناع البعض عنهم عن التصوير وكانت امرأة تحاول اعتراض الكاميرا بينما تحاول التجوال بينهم.
الصحفي والكاتب والسيناريست السوري "حافظ قرقوط" كتب على حسابه الشخصي في فيس بوك معلقاً على الفيديو: "شاهدوا كيف يتم التحكم بزوايا الكاميرة في سيناريو معد مسبقا، ومدفوع الأجر والأغراض، مع خلفية للتعليق، شاهدوا كيف يسقط الإعلامي أو ناقل الصورة، ليس مهنيا فقط، بل أخلاقيا وإنسانيا، من خلال استغلال الأطفال وحاجة الناس".
وأضاف: "إلى رهام سعيد ومن موّل وصوّر، نحن شعوب تمتلك من الأخلاق ما يكفي لنفهم معنى الحرية، وأننا مازلنا صابرين على كل من سقط ضميرهم، المستهترين بأمتهم وإنسانيتها، نحاول أن نشعل شمعة لمستقبل أبنائنا بعيدا عمن سرق من فمهم اللقمة ومن شفاههم البسمة، نحن شعب لا يطيق الديكتاتورية، ولا الظلم".
ونوه بالقول: "بالتأكيد هناك ممثلة اسمها انجيلينا جولي أخت بالإنسانية لا تتكلم العربية، لكنها تشبه إنسانيتنا، بإمكانك مشاهدة زياراتها للمخيمات، والتعلم، بل والتأدب".
ولأننا كسوريين لم نعد نحصي مواقف العرب تجاه قضيتنا، ونتكلم بالحرية المغايرة لمنطقهم، ولأننا نجيد الإنسانية والأخلاق بتاريخنا، يوم فتحنا بيوتنا لا خيمنا للعرب وغيرهم يوماً، سنمضي في حريتنا، ولن نتوقف عند تمثيلية من الرذيلة امتطت الإنسانية على ظهورنا، وبطلتها ريهام سعيد؟!